|
|
صفحة: 124
اللغط . إ › غير ذلك من المور غير العادية التي تحدث وتثير مخاوف الراوي الطفل ، سواء داخل البيت أو خارجه ، إ › حد اعتقاد الراوي أن أحدا ف العائلة قد توف . وف اليوم التا › دبت حركة مختلفة ف المنـزل ، وكانـت رائحة الطبيخ تفوح من جميـع الركان . ويتبين أن العائلـة عقدت اجتماعا لتسـوية الموضوع الذي بقي خافيا عل الطفال الذين أحسـوا بهول الخطب ، ولكنهم لم يعرفوا ماهيته ولم يجدوا له تفسـيرا . ويتضح تدريجيا خ › ل قراءة القصة أن طفلة ف عمر الراوي أو أك › قلي › قد تعرضت لعمال مشـينة من أحد كبار العائلة . وبسـذاجة الطفال وبراءتهم قامت هذه الطفلة بكشـف المر ، بحيث انت › الخ › ف البلـدة . وحينئذ تهرع العائلة ل › نعقاد ف بيت والد الراوي لتسـوية الموضوع الذي ي › بوحدة العائلة وسـمعتها . ثم يؤتى بالطفلة الضحية وأمهـا تجرهـا ل › عتذار من الجاني وتقبيل يده ، لنها أهانته ولطخت سـمعته وسـمعة العائلة بالمفهـوم التقليدي للمجتمع البوي . وبعد أن يتم ذلك ويسـوى المر تنطلق الزغاريد ويتنفس الجميع الصعداء ، لن الرباط العائ › لم يتزعزع . وقد لقنت الطفلة وأهلها ، وخاصة أمها ، درسا ف الرضوخ لعراف المجتمع التقليدي . لقـد › ت هـذه القيمة ال › بوية من الكبير إ › أصغر الطفال . وهمهم الجميع : "يعني هيي لزم تحكي؟ الله يفضحها . " ! وكانت النساء-المهات عل رأس من طبق هذا المفهوم وتبناه . وبذلك تؤكد هذه القصة الفكرة التي ترى أن النساء يقفن ضد أنفسهن ، أو أن المرأة تقف ف وجه بنات جنسـها وتحاربهن من منطلق أنها كأقلية تتبنى فكر الكثرية أو السـلطة وتقوم بالتماهي مع مستعمرها واسـتبطانها ليديولوجيته المعادية لها . وهكذا تقول أم الراوي لبنتها تعليقا عل الحدث : " تروح تتخيب ! شو هيي أول وحده؟ بدا تخرب العيلة؟ إوعك بحياتك تجيبي هاي السـيرة أو تفتحي هيك موضوع ! فاهمة؟"فاهمة؟ تمتمت أختي بكلمات أنها خضوع تام لمطلب أمي . هكـذا يحمل العنوان "عـزارة" من المفارقة المركبة أكثر بكثير ممـا يحمل من وظيفة التصوير السـطحي للواقع ، كمـا درجت عل ذلك الواقعية التقليدية . وينضـم بهذا ع › ء حليحل إ › ركب الكتاب الذين يؤمنون برسالة الدب الملتزم ف كشف عيوب المجتمع التقليدي والتنديد بقاموسه 87 ن . م . 88 ن . م . 89 انظر السعداوي ، ، 1990 ص ؛ 708 ، 241 طرابي . 1995 ،› 90 حليحل ، ، 2012 ص . 159
|
مجمع اللغة العربية
|
|