|
|
صفحة: 85
العامية ف الحوار يجعل النص قائما عل نمطين لغويين متباينين . ف الحقيقة فإن استخدام العامية ف الحوار عملية مألوفة ومنت › ة بين الروائيين الوروبيين وغيرهم أيضا ، والذين ل يجـدون حرجا ف المزج بين العاميـة واللغة المعيارية ، غير أن البون بين الفصحى والعامية ف العربية أوسع منه ف اللغات الوروبية . ف ظـل هـذه الصعوبات ، نجد أن عددا كبيرا من الكتاب الذين يمارسـون كتابـة القصة الواقعية يميل إ › تحـا › "قواعـد اللعبة" تلـك ، باختيارهـم اللغة الفصحى كلغـة حوار ، ف بعـض الحيان ، حتى ليصعـب التمييز بين اللغة ال › دية واللغة الحوارية ف نصوصهم . مع ذلك نجد أن العديد من الروائيين الخرين يبذلون جهدا عظيما ف إنتاج أنماط من الحوارات ، مبنية ، بشكل أسا ،› وفق قواعد الفصحى ومعاييرها العامة ، ولكنها تذكرنا بالعامية . بعض الروائيين يفلحون ف هذه المهمة إ › حد كبير ، مما قد يقنـع القـارئ والناقد معا أنهما أمام حوار عامي أصيل ، وهـو ف الحقيقة ل يعدو أن يكون "محاكاة" فصيحة لذلك الحوار . قراءة متأنية لهذا النوع من النصوص تكشـف عن حرص شـديد لدى الروائيين عل عدم خرق معايير اللغة الفصحى الحديثة ، إذ نراهم يبتكرون طرقا متنوعة للتقليل قدر ا › مكان من حضور العنا › غير الفصيحة ف الحوار ، وف الوقت نفسـه الحفاظ عل حوار واقعي قريب من طبيعة اللغة المحكية . ف هذه الدراسـة محاولة لوصف بعض هـذه الطرق والتقنيات التي وظفها عـدد من الروائيين العرب المحدثين من ب › د عربية مختلفة ( م ،› سوريا ، لبنان ، السودان ، والمغرب ) والذين قرروا كتابة حواراتهم بالفصحى بدل العامية . معظم النماذج هنا مقتبسـة ، بشـكل أسا ،› من روايات نجيب محفوظ ، وعل وجـه الخصوص ث › ثيته القاهرية ( بين الق › ين ، ق › الشـوق ، السـكرية ، . ( 7-1956 محفوظ ، مبدئيـا ، يكـره توظيف العامية ف الحوار ، بـل يعت › عملية كهذه بمثابة "مـرض . " ومع ذلك نجد أن بعض العنا › العامية ، أو التي توحي بالعامية ، تتخلل حواراته ، كغيره من الروائيين . من الجدير ذكره أننا ل نجد كل أنماط ، ما سنسـميه بـ "الفصحى المعممة ، " ول كل تقنياتها ف أعمال جميع الروائيين الذين أقتبسـهم هنا ، كما أن معدل العنا › العامية ، أو ما يبدو عاميا ، ليس متسـاويا بينهـم ول منت › ا بنفس النسـب ف أعمالهم . من الهام أن نوضـح كذلك أنه من الصعب ف هذه المرحلة أن نف › ض قوانين و › وطا تعلل سبب شيوع هذا النوع من الفصحى ف روايات بعينها ، وعدم توفرها ف روايـات أخرى . مـع ذلك فبإمكاننا أن ن › حظ بـأن هؤلء الروائيين يميلون إ › اسـتخدام هذا النمط مـن الفصحى عندما يكون المتحاورون المتخيلون ف العمل الدبي من "البسـطاء" و "عامة الشـعب" العامية . انظر : سوميخ ، 1984 ص ؛ 110-91 والفصل الثالث من : . Somekh , 1991 8 انظر : دوارة ، ، 1965 ص . 287-286
|
مجمع اللغة العربية
|
|