|
|
صفحة: 84
رغـم ذلـك ، هنالك عدة عوامل – حضارية ، اجتماعية ، سياسـية ، وعملية – وقفت عائقا أمام اسـتخدام العامية ف الدب : . 1 عـل امتداد التاريخ اع › فـت الحضارة العربية بصنف لغوي واحـد فقط ، وهو الفصحى ، كوسـيلة ل › نتاج الدبي . العمال التي كتبت بالعامية ، أو باللغتين الفصحى والعامية معا اعت › ت ، ف أحسن الحوال ، أدبا ركيكا . هذا التوجه ما زال مسيطرا ف هذه اليام أيضا ، ومن بين أنصاره الغيورين ل نجد الدباء المحافظين فقط ، بل أيضا المحدثين كطه حسين . العديد من المعاهد الثقافية ف العالم العربي امتنعت عن الع › اف بالدباء الذين وظفوا العامية ف أدبهـم ، ومنعت عنهم الجوائز والعضوية؛ كما امتنعت الدول العربية عن إدراج هذا النمط مـن النصوص ضمن مناهجها التدريسـية ، وأوصت وزارات الثقافـة والتعليم بعدم قراءة هـذه النصوص . عدا عن ذلك ، اتهم القوميون المتطرفون الدباء الذين يوظفون العامية ف أدبهم بالخيانة الوطنية ، وعدم ا › خ › ص للغة القومية . . 2 النـص المكتوب بلهجة ما مفهوم بشـكل جـ › لمتحدث هذه اللهجة ، أو مـن يألفها من هنا وهناك . وهي ظاهرة ل تقت › عل اللهجات الثانوية ف الب › د العربية ، بل تتعداها حتى إ › اللهجات المركزية كلهجات بيروت والقاهرة . فعل الرغم من كون هذه اللهجات ، بشـكل أو بآخـر ، مفهومة عند الكثير من العرب ف ال › ق الدنى وشـمال إفريقيا ، من خ › ل الف › م ، الغاني الشـعبية وما إ › ذلك ، إل أن دقائقهـا وخواصها اللغوية ف كثير من الحيان تكون عصية عل من ل يألفها . لذلك فالروائي الذي يكتب حواره بالعامية ( أي بلهجته الخاصة ) مـن المرجح أن يحظى ، ف الدول العربيـة المجاورة ، بجمهور قراء أقل مما قد يحظى به لو كتب نفس الحوار بالفصحى . . 3 اللهجـات ف العالـم العربي لم تطور منظومـة كتابية خاصة بها ، ممـا اضطر الكتاب إ › فـرض إم › ء الفصحـى عليها بالقوة . عليه فالقـارئ ، خاصة الذي ل يألـف اللهجة إياها ، يواجـه العديد من المشـاكل ف فك رموز المفـردات . ناهيك عن عدم توفـر طريقة تقليدية ثابتـة لنقل اللهجات من النطق إ › الكتابة ، مما يؤدي إ › عدم النسـجام بين النصوص ف استخدام الحروف العربية لهذه الغاية . . 4 بما أن الجزء ال › دي ف الروايات والقصص العربية يكتب عادة بالفصحى ، فإن استخدام 4 عن العمال الدبية المكتوبة بالعامية ف القرون الوسطى والع › الحديث راجع : . Cachia , 1967 , Diem , 1974 5 انظر : مقدمة السباعي ، ، 1956 ص . 7-6 6 هذا النوع من التهامات نجده ف : سعيد ، ؛ 1964 وكذلك : فروخ ، . 1961 7 من الخطأ الستنتاج بأن ال › د ف الروايات العربية الحديثة يخلو من أي انعكاس أو أثر عامي ، أو ل يقتبس من اللغة
|
مجمع اللغة العربية
|
|