|
|
صفحة: 73
من ناحية ثانية فإن القصة ككل مستوحاة من حكاية شعبية مألوفة ، تمخضت عن مثل ما زال سـائرا ف فلسـطين إ › هذا اليوم هو : "ما احنا دافنينو سوا ، " وملخصها أن محتالين بنيا مزارا لحمارهما المتو ،› مدعيين أن المزار لو ،› وبهذه الطريقة حص › عل المال من المسـافرين الذين أمـوا المزار ، إ › أن اختلفـا ، فحلف أحدهما بهذا "الو › الصالح" فقال له الخر تلك العبارة التي ذهبت مث . › وهكذا يكون ال › اث الشعبي عامة ، والحكاية الشعبية عل نحو خاص ، مركب بنائي مـن مركبات هذه القصة ، وضع البنية التحتية لها ، وقولبها بأسـلوب ونكهة خاصين ، تقربانها إ › مستوى الحكي الشعبي . . 1 . 1 . 8 غياب الخصوصية المكانية : موضـوع القصـة قد يحدث ف أي مـكان ف ال › ق ، والدليـل تكراره المذكـور ف عدة قصص عربية أخرى . فموضوع الجهل ، والرضوخ للمعتقد ب › نقاش ، وغياب الفكر الحر ، وال › اع بين العلـم وا › يمان ، والقديم والجديد ... كلها من موتيفات القـص العربي عامة ، خاصة ف النصف الثانـي من القرن الع › ين . حاول الكاتب هنا أو هناك أن يضفي أجواء فلسـطينية محلية عل الحداث لضمان خصوصيتها . حدث ذلك مث › ف وصفه للمائدة الفلسـطينية وحديثه عن الكلة الشـعبية المعروفة ف فلسـطين بالمجدرة ، ثم تطرقه لوصف الدوات والمعدات الشعبية الخاصة بالـدواب عامـة والحمير عـل وجه خاص . غـير أن رقعة الموضـوع كانت أك › مـن أن تح › ف الحيز الفلسـطيني ، ذلك أنها فلسفة تخص عقلية إنسـانية عامة ، وإن شئنا التقريب أكثر قلنا إنسانية › قية بل عربية ، وتوقفنا عند هذا . بكلمات أخرى : إن اسـتثنينا تلك المشاهد المذكورة أع › ه- وبا › مكان الستغناء عنها بسهولة ، لنها تقع ف خلفية الحداث ل ف صميمها ، ف › يؤثر حذفها عل نسيج الحبكة- لتحول النص إ › عربي عام ، ولما شعر أحد بأية خصوصية مكانية للحكاية . عليه فمحاولة الكاتب وسم النـص بالخصوصية من خ › ل بعض المشـاهد التي تبدو للوهلة الو › خاصـة ، أرى أنها لم تنجح ، كم بالحري وقد آثر الكاتب الحفاظ عل لغة عربية فصيحة حتى ف الحوار ، مما أبعد النص عن خصوصيته المكانية ، وسلبه هويته الفلسطينية المحضة . ي › حظ محاولة سعيد المزاوجة بين القص الشعبي والقص الرسمي ، مما هو "س › لة جديدة تنتمي إ › القصة القصيرة الحداثية ، " نق › عن القاص إدوارد الخياط ( يحيى ؛ ( 46 : 2001 قارن : علوش ؛ 53 : 2001 حمزة . 16 : 1998 30 سعيد 9 ، 6 : 1997 ( بال › تيب نفسه . ( 31 هذا النمط من القصص ، التي يفقد فيها المكان أهميته ، ليس هو الشائع ف القص الفلسطيني العام ، الذي امتاز ب › كيزه عـل المواقـع الجغرافية ، وتوثيقـه ل › ماكن كجزء من توثيقـه لتاريخه وحضوره ، كرد فعل طبيعي لسياسـة مصادرة الرا ،› وتغيير السـماء وع › نتها ، التي انتهجتها السـلطات ا ›› ائيلية ، وما زالت . ( عن أهمية المكان وخصوصيته ف القصة الفلسطينية عامة ، راجع : القاسم . ( 91 : 2010
|
مجمع اللغة العربية
|
|