الشيخ مبروك بين الاتباع والابداع- جريس نعيم خوري

صفحة: 58

الغمز واللمز أكثر ب › غة وتعبيرا وإضحاكا . ولكل قصة أسلوبها الخاص ، رغم الموتيفات العامة التي تجمع بين القصص جميعا؛ فإن كانت قصة "الشـيخ م › وك" تنطلق من الحارة ، وت › اكب فيها عنا › الحكاية الشعبية لتجعل منها أقـرب إ › الواقـع ، متخذة مـن الصور والشـخصيات الواقعية رموزا بعيـدة الدللة ، فإن قصة " التمثـال" أقـرب إ › التخريف ، الـذي تبدو من خ › له الشـخصيات باهتة الهويـة ، والحداث والمشـاهد ، عامة ، حلمية ، أو ليسـت ذات صلة مبا › ة بحيزين مكانـي وزماني واضحين ، مما يخولهـا أن تكـون قصة كل مكان وكل زمـان . ورغم طموح القصتين إ › الثـورة ، وميلهما إ › نقل صورة عن ال › اع الز › بين الحق والباطل ، إرادة الشعب وإرادة الواحد ( متمثلة بالسلطة دينيا أو اجتماعيا أو سياسيا ،( إل أن التوسل نحو الغاية اختلف بين القصتين ، فمالت الثانية إ › الرمزيـة ا › يحائية ، ف حين كانت الو › أقـرب إ › الواقعية التي ل تغلق › احتها أبواب التأويل ول تح › القراءات . ف الحقيقـة فـإن كل قصة من قصص هذا الكتاب تحتاج إ › وقفـة خاصة ، ولكن لضيق الحيز ، ورغبة ف التعمق ، أح › الدراسـة ف قصة "الشـيخ م › وك ، " مركزا البؤرة عل المتوافق والمتفارق بينها وبين بعض القص العربي المعروف ، مستعرضا بعض الجوانب الشكلية والفنية التي حددت خصوصية هذا النص وتفرده . . 2 الشيخ م › وك- نواحي التوافق وا › تباع . 2 . 1 بين "الشيخ م › وك" و"الناس" ليوسف إدريس للكاتب ثقافة أدبية واسعة ، تنطلق من الدب الممنهج الذي يدرس ف المدارس والكليات ا ›› ائيلية ( وقد عمل مفتشا ف قسم المناهج وشارك ف لجان إعداد الكتب ،( إ › الثقافة الدبية العامة ، العربية والجنبية . ولعله ف قصة "الشـيخ م › وك " كان أكثر تأثرا بأسـلوب إدريس ( ت . ( 1991 ف قصصه ذات الطابع 1 يرى طه أن السمة البارزة المش › كة بين قصتي "التمثال" والشيخ م › وك إلغاء "الحدود الدقيقة بين الما › والحا " › وإقامة تواصل فكري محسـوب بينهما ( راجع : طه . ( 37 : 2001 أما دلة فيؤكد عل أن هذه المجموعة عامة تنتمي إ › الدب الملتزم ( راجع : دلة ،( 111-110 : 2002 وأرى أن مصطلح "أدب ملتزم" مصطلح فضفاض ، واللتزام يمكن أن يمتد عل مسـاحات مضمونية مختلفة ، وأحيانا متباينة ، لذلك فالتعميم الذي قام به دلة هنا ل يعطينا صورة حقيقية عن الطابع العام للقصص . فإذا كان دلة يعني باللتزام اللتزام السيا › بالقضية الفلسطينية ، وال › اع مع المستعمر ، وال › اجيديا التي وقع الفلسـطينيون ضحية لها ( كما يوضح هو نفسـه مستذكرا صور "المهات الثكا " › وهن يضعن " باقات ورد عل صدور الشـهداء ،( " فأرى أنه ابتعد عن الدقة شـوطا بعيدا ، لن الجانب الفلسـفي الوجودي ، مقرونا بالجانب الجتماعي ، متجاورين أحيانا ، ومتكافلين أخرى ، هما الغالبان عل الطرح العام لهذه المجموعة .

السابق:  |  التالي