الصياغات النهائية وتحوّل المعنى: محمود درويش نموذجاً- حسين حمزة

صفحة: 51

استثناء . " وقد كثرت المقالت حول هذا الشأن وقد برزت الباحثة ديمة الشكر ف تخريج إحدى مسودات قصيدة درويش . تقول الباحثة " : المسـودة ورشـة الموهبة ، فيها ما فيهـا من تصحيحات قليلة ، وفيها ما فيها من إشارات ثمينة تدل عل ذلك "القلق" الذي طبع درويش بميسمه ، فهو الشاعر ال › م الذي ل ير › بمنجزه ، وهو الدقيق الحريص عل أل يفلت منه ا › يقاع . " تؤكد ديمة الشـكر ما ذهبنا إليه ف الدراسـة من أن درويش منذ بداياته كان هاجسـه م › وعه الجما › بشكل أسا . › تلخيص : نخلـص إ › أن الشـاعر محمود درويش اهتم جماليا بالشـكل الشـعري عنـده ، وقد وازن بين اللتزام الوطني والجما ،› مع تغليب الخير عل م › وعه الشعري منذ بداياته بحسب ت › يحاته من جهة ، وبحسب ما أثبتته الدراسة . كمـا يجـدر بالذكر أن التغيـيرات أو التنقيح الذي أجراه درويش ف شـعره جاء عل مسـتوى تغيير العنوان ، النص الموازي ، تبديل المفردات ، تغيير ترتيب السطر ، ا › ضافة ثم توظيف تقنية الحذف ، التي اسـتعملها بكثرة حتى السبعينات وخصوصا ف نصوص قصائده ، التي ن › ت ف مجلة الجديد ف هذه الف › ة . وقليلة هي التغييرات التي جاءت لسـباب سياسـية أو دينية . كما تمثل التنقيح والتهذيب ف عملية إقصاء العديد من قصائده عل مدار مسـيرته الشـعرية ، مثل القصيدة الشهيرة "عابرون ف ك › م عابر ، " وقصيدة "محمد" التي قالها ف محمد الدرة الطفل المقتـول ، و"خطـب الدكتاتور الموزونة ، " يمكن تفسـير هذا ا › قصاء برغبـة درويش ف تحرير 194 خوري ، . 21 : 2009 195 الشكر ، http : // www . daralhayat . com / print / 45308 196 " ونجد مثال حيا لذلك ف قصيدة "نسيت لنساك" التي تتميز بشكلها ، إذ تتألف من خمسة مقاطع متساوية ، يحتوي كل منهـا عل أربعة سـطور تنتهي بقافية الراء المطلقة ، يليها سـطر مزين بقوسـين وقافية أخـرى هي ال › م المطلقة ، عل نحو يؤدي فيه هذا السـطر دورا رئيسـا ف رفد القصيدة بصوت ثان خافت ، يقع عليه تكثيف المعاني المنسابة من السـطور الربعة الو ،› ثم حقنها باسـتعارة أعل . وهو ما حدث ف المقاطع كلها باسـتثناء السطر الخير ذي القوسين مـن المقطع الخـير ، إذ كتب درويش "حا › ي خيمة ... وغدي منزل ، " حيث ل خروج عـن الوزن ( المتقارب ) والقافية المعتمدين ف القصيدة ، لكن هروب المعنى إ › ما هو جاهز وربما مغلق جراء استه › كه جماليا ، دفع درويش إ › شطب الجملة برمتها ليكتب "حا › ي غيمة ... وغدي مطر ،/ " ما يعني أن التنقيح لديه يرتبط تماما بالمعنى ل بالوزن الذي يتقنـه . فالمعنى الثاني ليس أكثر دقة فحسـب ، بل هو ينسـجم أيضا مع المرحلة الثانية للكتابـة ، إذ إن درويش- ناقد نفسـه الول- كان واعيا لهذه النقطة . " انظر ، الشكر ، "كيف يصحح محمود درويش نفسه بنفسه ، " الحياة اللندنية ، . 2009—7-8

السابق:  |  التالي