الصياغات النهائية وتحوّل المعنى: محمود درويش نموذجاً- حسين حمزة

صفحة: 18

لكن السنابل منه أطهر فاحموا سنابلكم من ا › عصار .. بالقدم المسمر ! هاتوا السياج من الصدور .. من الصدور ، فكيف يك ؟ › النار تلتهم الحقول الضارعات وأنت تسهر؟ اقبض عل هذي السنابل مثلما عانقت خنجر . " ! فقد غير درويش سـطر "بالقدم المسـمر" وأصبـح "بالصدر المسـمر . " إن ال › كيز عل لفظ الصـدر وتكـراره ث › ث مرات ، يجعل من عملية التكرار محورا رئيسـا للتحدي حيث أن الصدر يدل عل المواجهة ، ف حين أن القدم إحالة إ › الصلب بشكل سلبي ل ينم عن مقاومة . كما أن السـطر "النار تلتهم الحقول الضارعات ، وأنت تسـهر؟"تسـهر؟ حذف ، وف رأينا أن يحـاول تخليص نصه من الخطـاب الخارجي للنص ، أي التفات القصيـدة إ › خطاب المتلقي ، الذي يوجه الشـاعر إليه اللوم . وهو يريد لنصـه أن يتحرر من ع › قته بالظروف الواقعة خارج نصه ، أو تلك التي أدت به إ › إفراز نصه . أما ف السـطر "أقبض عل هذي السـنابل" فقد أصبحت "هذي" "عنق ، " وقد جاء التغيير ليتجانـس مع السـطر الذي يليه "مثلما عانقت خنجر ، " وهذا الجنـاس له دللة الحياة بقرينة السـنابل ولـه دللة الموت بقرينة الخنجر ، هذه الثنائية تؤكـد عنوان القصيدة الذي يتحرك بين هذين المحورين : الموت والحياة . ف قصيدة "الرباط" يرد ف نص الجديد : " لن نف › ق أمامنا الغابات ، والبحار 38 ن . م . 39 ن . م ، ص . 41 40 ن . م . 41 درويش ، . 52 : 1989

السابق:  |  التالي