|
|
صفحة: 13
والكتابـة الثانية هي المتع التي أهتم فيها ف بناء النص وف ا › مسـاك أكثـر بإيقاعه ، والكتابة الثالثـة هـي التنقيح النهائي وهذه أقوم بها بعد عرض عم › عل عدد من الشـخاص ، وخاصة عل أشخاص ل ع › قة لهم بالشعر ، أي عينات قراء عاديين . " بعـد ذلـك يكون عامل ا › قصاء الزمني عنـ › ا ثالثا ف عملية التنقيح الشـعري ، وبذلك تكتمل العنا › الث › ثة لعملية تنقيح شعره : النا ، الخر ، عن › الزمن : " هذا حكمي أيضا عل ن . › أكتبه وأخبئه ف الدرج شهورا ثم أعود إليه ، فإذا وجدت فيه شبها بي أعت › أنني لم أعمل شـيئا . أما إذا أحسسـت بأن شـخصا آخر كتبه بالنيابة عني ، إذا قرأته وكأنه شعر آخر ، أحس بأني عملت شيئا . " أما عن طقوس الكتابة فيحاول الشـاعر إجراء نوع من التوازن بين الدفق الشـعري كجزء من ال › وعـي ف عملية ا › بداع وبـين الوعي كجزء من التنقيح للنص الشـعري : "وأنا أكتب يوميا ف حالـة واحدة ، عندما يكون لدي عمل أكتبـه كتابة ثانية ، لنني وقتها أكون المحرر والناقد ، وهي الكتابة الكثر إمتاعا بالنسبة ،› حيث يتحقق فيها التوازن بين الوعي والسليقة ، وأي نص أكتبه مرتين عل القل ، وقد تتغير صورته الو › تماما قبل أن أر › عنه . " يبدو أن درويش واع لعملية التنقيح ف شعره بشكل ممنهج ، فهو يكتب نصه عل القل مرتين . يجعلنا هذا الموقف من الشـاعر نتعامل مع التغييرات ، التي يجريها عل شـعره ضمن م › وع يهـدف درويش من خ › لـه إ › الوصول إ › القصيـدة الحقيقية . فهنـاك هاجس واضح عند درويش يؤكد دأبه المتواصل عل تنقيح أعماله الشعرية : "إنني ل أقرأ شعري بيني وبين نف ،› ل أقـرأه البتـة ، ف › أعرف ما كتبت . لكـن كل ديوان › أعيد قراءته قبـل طباعته ع › ات المرات وأنقحه ع › ات المرات ، إ › أن أشـعر بأنه أصبح قاب › للن . › وعندما يصدر الديوان أتحرر منه 19 سامر أبو هواش http : // www . al-kalimah . com / Data / 2008 / 9 / 1 / Samir-Interview . xml 20 بيضون ، . 106 : 1995 21 عزت القمحاوي ، محمود الورداني ، حوار محمود درويش ، أخبار ا › دب ، 1997 9-2 ، ص . 10 " 22 أمـا رحلة محمود درويش "نحو القصيدة الضائعة" و"القصيدة الحقيقية" و"القصيدة النهائية" فهي أوضح ، لن مكب › ت نصه نحو نصه كانت ثقيلة قاسية ، ولم يكن من السهل ردها من سطح القصيدة إ › عمقها ومن › ء يعلن عن نفسه كالرغوة الطافحة عل هامات اللغة إ › القرار ، ومن موجود خارج اللغة تأتي لتحدث عنه إ › موجود لغوي يبنيه النص بناء فذا ، ويحوله من وضعه التاريخي إ › وضع فني ، فينتشـل التاريخ والفن معا . وأك › ما ف هذا الشـاعر ، من وجهة نظرنا ، جهاده الطويل ف سبيل أن يخلص نصه من مرهقات المتعين ، وأن يغالب الظرف التاريخي المؤطر لفضاء تجربته فخلص له الشعر كما لم يخلص لسواه ، واستطاع أكثر مما استطاع غيره أن يطور تجربته بتحويل ا › يقاعات الظاهـرة المتفجرة المتولدة عن النفعـال بالحدث تعبيرا مبا › ا ، واحتجاجا صارخا ، ل يعدو ق › ة النص الخارجية إ › غـوص عـل إمكانات الكتابة ، وبحث عن الع › قات العميقة التي تربط الشـعر بما يمكن له ف الفن والزمنة ، ويكسـبه قدرة عل الفعل ل تضعف عل مر الزمن بل تزيد بمداومة النظر فيه وقراءته مرة بعد مرة ، " . صمود ، . 75-76 : 1999
|
مجمع اللغة العربية
|
|