|
|
صفحة: 163
وكتابنا من السابقين وال › حقين . " يشـكل هذا السـجال بين الشـاعرين نموذجا لشـكل الع › قات التي كانت سـائدة ف حينه بين الشـعراء الشـبان ( يجب أن ل نن › أن الفارق بين راشـد ومحمود هو خمس سنوات فقط عل الرغم من أن من يطالع أقوال راشـد يعتقد أنها موجهة من شـاعر متمرس ينتمي لجيل الرواد إ › شـاعر ما زال ف بداية الطريق . ( كما ويجسد هذا السجال كيفية تحكم الع › قات الشخصية بـين المبدعين ومن يملكون التأثير ف مضامين منصات الرأي العام عل تحديد المصائر واختيار الطريق . فقد كان هذا السـجال بمثابة نهايـة عهد محمود درويش مع الكتابة ف صحف التيار الول أو تلـك المقربـة منه واختياره الواضح والنهائي للسـير ف طريق الكتابة ف صحف التيار الثاني . وهنا ل بد لنا من التأكيد أن محمود درويش بدأ مشـواره مع الصحافة الشيوعية م › ددا ، كانت البداية قصيدة ن › ها ف صحيفة ا › تحاد ف آب 1958 تحت عنوان "انتفاضات" ثم اسـتمرت رحلة الن › متقطعة حتى آب 1961 حين اعتمد درويش كاتبا وعضو هيئة تحرير ف ا › تحاد والجديد التي حمل مقاله الول فيها عنوان "ف الشـعر" وكان هذا المقال فاتحة لسـبع وث › ثين مساهمة ف الجديد إضافة إ › مائتي مساهمة ونيف ف ا › تحاد تراوحت بين القصائد الشعرية والمقطوعات النثرية التي كتبها عل شـكل افتتاحيات أو مقـالت أو مراجعات وريبورتاجات ، وقد كان لها ف حينه بصمات واضحة ف كل ما يتعلق بتصميم الهوية والرأي العام لدى جماهير القلية القومية -العربية- الفلسطينية ف إ › ائيل . وهذا ما سنفصله فيما ي : › ف مجال الشعر ، ل أريد أن أطيل كثيرا ، فقد قيل وكتب عنه الكثير ، ولكني أريد أن أنوه إ › اللغط الذي يدور حول قصيدة "بطاقة هوية" المشـهورة التي طعن البعض ف مستواها وغا › آخرون ف ذمهـا معللين ذلك بأن محمود درويش أعلن براءته منها مع › فا بتدني مسـتواها . أول يجب القـول إنـه فيما لو صحت تلك ال › اءة فـإن محمود درويش كان قد فقـد ملكيته للقصيدة من اللحظة التي قرر فيها أن يطلقها للحيز العام فهو حر أن يحكم عليها ما يشـاء ( إذ يسـتطيع الب أن ينتقد أبناءه متى يشـاء ، لكن ذلك ل يلغي حقيقة وجودهم وكيفية تفسير الخرين لهذا الوجود ) ولكن تأثيرها ف ذلك الحيز العام وكيفية تفسـير جمهور الهدف لها يبقى أمرا تتحكم فيه بوصلة الرأي العام ومصمموه . فالذي يس › جع السياق الذي ن › ت فيه هذه القصيدة ( كان النـ › ف مجلة الجديد ف عدد تموز ( 1963 يسـتطيع أن يفهـم مضامينها أكثر بحيث جاءت 12 حسين ، 1961 ، ص . 10
|
مجمع اللغة العربية
|
|