بين الشهادة التاريخية واسطرة الواقع: القصة القصيرة الفلسطينية في ظل الحكم العسكري في اسرائيل- محمود غنايم

صفحة: 147

أحـد الموتيفات المتكـررة ف القصة الفلسـطينية ، التي عالجت موضوع الحكم العسـكري ، هو موتيف الثورة عل رموز السـلطة . وهذا الموتيف ل يفتقد من "الذكرى العا › ة" لحنا إبراهيم ، لكنه يظهر بصورة بارزة ف قصص التيار الثاني ، إذ يحمل الجيل الجديد لواء الثورة عل رموز المؤسسـة الحاكمة ، سـواء كانت هذه الرموز متمثلة ف شـخصيات يهودية أو عربية . بل يمكن القول إن الثورة موجهة بشكل خاص إ › الشخصيات المحلية-العربية التي تتعاون مع السلطة ضد مصالح القلية العربية ف الب › د . قصة "اللجنة" ف مجموعة ج › ع › النهر الحزين تصور هذه الثورة عل رموز السلطة ف ف › ة الحكم العسـكري : ضد سالم موظف › يبة الدخل ، والشاويش حاييم والشيخ سعد الذي يـزور القرية ف ف › ة النتخابـات . والم › حظ أنها نفس الرموز التي تتوجس منها الشـخصيات خيفة ف قصة "الذكرى العا › . "ة والشـباب الثائر هنا تعلم ف مدارس النا › ة وكفر ياسـيف وحيفا ، وقد أعلن الشـبان ثورتهم حين قرروا تشـكيل لجنة لتعبيد شارع ف القرية ونجحوا ف تحييد المختار وعدم ضمه لتلك اللجنة رغم مساعي رجال السلطة لجعله عضوا فيها . لكن جدة ابن رباح ، رئيس اللجنة ، أحد أولئك الشباب ، تحكي لحفيدها قصة الحية الرقطاء التي كانت تخرج كل سنة وتفرغ سمها بأول من تصادفه من أهل البلد : وزاد عـدد ضحاياها بمرور السـنين حتـى تذمر الجميع وهجـم عليها رجال القرية بالع › والحجـارة وأج › وها ع › الهرب وا › ختفاء › كهف أم عي . › وتعتقـد جـدة ابن رباح أن الحيـة الرقطاء ما زالت حية تـرزق .. وأنها تنتظر الفرصة الم › ئمة لتهاجم الناس من جديد . سمع ابن رباح كل الحكاية . وقصها ع › اللجنة . وأسند رأسه بأصابع يده اليمنى .. وراح يفكر بعمق ! الرمز ف حكاية الجدة واضح ، فالفعى الرقطاء تمثل السـلطة التي لن تسـكت عل هذه الثورة ولـن تر › بـأن يحيد المختار الـذي يمثل أحدى ركائزها . وهذا يعني أن المؤسسـة سـتنتظر الفرصة ل › نقضاض عل هؤلء الشباب الذين رفضوا ا › ذعان لها . ابن رباح ، الذي اختاره الشباب رئيسا للجنة ، هو شاب من عامة الشعب ، وهو ابن راعي العجول ف القريـة ، عمل متدن يقوم به البسـطاء مـن الناس ، فهو ليس ابن زعيم ولـم يعرف أباه أحد 29 طه ، . 1974 30 ن . م ، . ص . 22

السابق:  |  التالي