|
|
صفحة: 102
ويحط بك من علياء الفن إ › أرض العامية ، › أقصد اللغة بل والعبارة والفكرة . وكتب طه حسـين ، عميـد الدب العربـي ، قائ › ف المقدمة التـي أرفقها بمجموعـة "جمهورية فرحات" › دريس ( 1957 ) ناصحا إياه : أن يرفق باللغة العربية الفصحى ويبسـط سـلطانها شـيئا ما ع › أشخاصه حين يقص كما يبسـط سـلطانها ع › نفسـه ، فهو مفصـح إذا تحدث ، فإذا أنطق أشخاصه أنطقهم بالعامية كما يتحدث بعضهم إ › بعض › واقع ا › مر حين يلتقون ويديرون بينهم ألوان الحوار . ومـا أكثر ما يخطئ الشـباب من أدبائنـا حين يظنون أن تصويـر الواقع من الحيـاة يفـرض عليهم أن ينطقوا النـاس › الكتب بما تجري به ألسـنتهم › أحاديـث الشـوارع وا › ندية . فأخص ما يمتـاز به الفن الرفيع هـو أنه يرقى بالواقع من الحياة درجات دون أن يق › › أدائه وتصويره .. وربما لو كان الكاتب غير يوسـف إدريس لردعه مثل هذه النقد فارتدع . ولكن إدريس كان عل ما يبدو صاحب مبدأ ف قضية لغة القصة الواقعية المعا › ة ، وهو النوع القص › الذي مارسه طوال خمسـينات القرن الع › ين وأغلب سـتيناته . فالحوار عنده يجري دائمـا بالعامية ، أما لغـة ال › د فهـي بالفصحى أص ،› رغم أن الفصحى عنده تسـتوعب عنا › غير قليلة من لغة الك › م اليومي . لقد أ › نا إ › ذلك ف أبحاث سابقة لنا ، ونعود ف هذا المقال القصير إ › الموضوع نفسه ، للتأكيد عل أن التهجين ل يعني ، بأي حال من الحوال ، تفضيل واحد من هذين المكونين ( الفصحى والعامية ) عل الخر ، وإنما تنبع هذه الظاهرة من شـعور الكاتب بأن جمالية اللغة ف أقاصيصه ، ل بد أن تنبني عل أسـاليب التهجين . فإذا سادت الفصحى المعيارية ، فستضعف ف النص جماليات النبض الواقعي للحياة ، أما إذا سـادت العامية فسـيكون النص خارجا عن أساليب الدب عامة حيث الفصحى هي دعامة الكتابة الدبية بأنواعها المختلفة . مـن الواضح أن يوسـف إدريس ليس الكاتب العربـي الوحيد الذي يسـتخدم اللغة المهجنة ف كتاباته ، فالنثر العربي المعا ،› والنثر القص › بشكل خاص ، يكتب عادة بالفصحى ، ولكنها 1 س › م ، ، 1971 ص . 398 2 إدريس ، ، 1957 ص . 5 3 باستثناء قصة أو قصتين . 4 سوميخ ، . Somekh , 1985 , pp . 95-104 ؛ Somekh , 1975 , PP . 89-100 ؛ 1984
|
مجمع اللغة العربية
|
|