|
|
صفحة: 93
المتوله . واتسام الصوف بها إحدى ع › مات سكره . أما صحوه من هذا السكر ، فيؤدي به إ › صفة الشهود والجمع ، تلك التي تفتح الطريق له إ › مرحلة المكاشفة والتج . › وهكذا حتى يبلغ مرتبة الفناء التي تف › به إ › المعرفة والتوحيد بدللته الشهودية التي وقفنا عندها فيما تقدم . وفيما يخص مفهوم التج ؛ › فإن الك › باذي يقسـمه إ › ث › ث درجات ، نق › عن سـهل التس › ي ( ت : ،( 896 / 283 هي : تج › الذات وهي المكاشـفة؛ وتجـ › صفات الذات ، وهي موضع النور ، وأخيرا ما دعاه بتج › حكم الذات ، وهي الخرة وما فيها . وما يعنينا هنا هو تج › النوع الول الذي يتضمن ما أ › نا إليه أع › ه من شهود الغلبة ، أو الرؤية عل معنى ا › يقان . وف حـين أن الك › بـاذي يتبع أسـلوبا خاصا ف افتتاحه أبواب هذا القسـم بروايات ونقول ذات طابع إسـ › مي معتدل ، ثم ينتقل منها إ › ما يمكنه أن يمنحنا صورة حقيقة للمفاهيم الصوفية ف دوائر أصحابها؛ فإننا نجده هنا ينقل تقسيم سهل المذكور ، ومنه يثبت قول بعض المتصوفة : " ع › مة تج › الحق ل ›› ار هو أن ل يشـهد ال › ما يتسـلط عليه التعبير ، أو يحويه الفهم ، فمن ع › أو فهم فهو خاطر استدلل ل ناظر إج › ؛"ل ثم يلحقه بتوضيحه الخاص قائ : › "معناه أن يشـهد ما ل يمكنه العبارة لنه ل يشـهد إل تعظيما وهيبة فيسـقطه ذلك عن تحصيل ما شاهد من الحال . " ويبدو لنا أن توضيح الك › باذي قد غير وجهة المقولة المذكورة ، إذ هي تعني أن تج › الله ل › ار النـاس هو مما تعجز الفهـوم عن اللحوق به وإدراكه ، وأن كل محاولـة للتعبير عنه ليس أكثر من محاولة اسـتدلل عل حقيقته . أما توضيح الك › باذي ، فيشـير إ › أن شـدة التعظيم لله ف نفس الصوف تحول دائما دون السـماح له بإدراك مـا بلغه من حقائق التج . › وإذا كان لنا أن نقارن هذه الصورة بصورة من عالم العشـاق ، فإنها أشبه بالعاشق الذي بلغه مرأى المحبوبة ، بيد أنه لم يتمكن من متابعة النظر إليها لتسـلط الشـعور بالتعظيم لها عليه ، المر الذي دفعه إ › الصـدور ، أو الرجـوع عنها ، فكأنه لم يرها بالفعل . وعل هـذا النحو ، يذهب الك › باذي إ › 87 الك › باذي ، ، 1933 ص . 90 88 الك › باذي ، ، 1933 ص . 91 89 والعاشـق ف هذه الحالة قد يكون مدفوعا بأمرين : فإما أن يتجنب النظر إ › المعشـوق تعظيما له وحياء منه عل نحو مجـرد ، وإما أن يفعـل ذلك بدافع الرغبة ف تأجيج نار العشـق ، والحتفاظ بالصورة المثالية لذلك المعشـوق ف ذهنه . ومثال عل شـدة تعظيم المعشـوق مما يدفع العاشق إ › تجنب النظر المبا › إليه . وف معنى المتناع عن رؤية المحبوب أو م › قاته خشية أن تخبو نار العشق ، يقول جميل بثينة › احة : "يموت الهوى مني إذا ما لقيتها / ويحيا إذا فارقتها فيعود . " وفيه أيضا قول الجاحظ بأن "العاشـق متى ظفر بالمعشـوق مرة واحدة ، نقص تسـعة أعشار عشقه . " انظر : العظم ، ، 1987 ص . 99 ؛ 86
|
مجمع اللغة العربية
|
|