تجربة الوصول الصوفي في تنظير ابي بكر الكلاباذي: نموذج لِبُنية الخطاب وإشكالات المقاربة في مؤلفات القرن الميلادي العاشر- عرين سلامة قدسي

صفحة: 92

عند صاحبها . والحق أن حرص الك › باذي عل تأكيد هذه الفكرة ف قوله : "ويكون غيبته عما غاب غيبة شهود ال › والنفع ، ل غيبة استتار واحتجاب" ما زال يلمح إ › وجود فئة من المتصوفة ، ذهبت إ › أن الغيبـة يجب أن تكون غيبة مطلقة ، بكل ما تحمله الكلمة من قضاء عل مظاهر الحياة وإه › ك فع › للنفس والجسـد أم › ف تحقيـق الغيبة المطلقة . والغيبة عنـد الك › باذي ، عل درجتين : الو › غيبة عن حظوظ النفس بشـهود ما للحق ، والثانية غيبة عن الفناء والفاني بشـهود البقاء والباقي . ومعنى هذا أن الدرجة السـمى للغيبة تتمثل ف فقدان ا › حسـاس بفقدان ا › حساس عينه ، أعني الغيبة عن الغيبة نفسها ، وبقاء ا › حساس بالله وحده . كما أن الغيبة ل تغيب حقيقة الحظوظ؛ فإن الشـهود ، شـهود الحق ، ل يجري عيانا ، بل هو ف اصط › ح الك › باذي "شهود غلبة ل شهود عيان ، " أو هو ما ذكره ف موضع سابق من التعرف حول عدم تجويز رؤية الله ف الدنيا إل "من جهة ا › يقان . " إن شـهود الله عند الصوف الواصل ناتج بالكلية عن غلبة إحساسه بالله حتى إنه ل يرى مع الله شيئا . ويفرد الك › باذي لقضية الشهود والرؤية بابا مستق ،› هو الباب الثامن والخمسون : "قولهم ف التج › والسـتتار" فكأننا به يرتب موضوعات هذا القسـم من التعرف عل نحو يبدو لنا عل جانب ل بأس به من المنطق والتسلسل ، وذلك كما هو مبين فيما ي : › التجريد والتفريد $ الوجد $ الغلبة $ السكر $ الغيبة والشهود $ الجمع والتفرقة $ التج › والستتار $ الفناء والبقاء ( وهو الباب الطول ف الكتاب كله ) $ المعرفة $ التوحيد . فالوجـد ينتج بعد التجرد عـن العراض والتفرد بالله ، والغلبة ليسـت إل إحدى صفات الواجد 81 انظـر : الك › بـاذي ، ، 1933 ص . 87 وف هذا الصدد ، يأتي الك › باذي برواية عن أبي سـليمان الداراني ، حيث بلغه "أنه قيل ل › وزاعي رأينا جاريتك الزرقاء ف السوق . فقال : أوزرقاء هي؟ ، "هي؟ فقال الداراني معلقا عل ما سمع : "انفتحت قلوبهم ، وانطبقت عيون رؤوسـهم . " ويقول الك › باذي مف › ا قول الداراني : "أخ › أن غيبته عن زرقتها كانت مع بقاء لـذة الحـور فيه . " الك › باذي ، ، 1933 ص . 87 وتأتي هذه الرواية كي تدعم ما ذهب إليه الك › باذي من أن غيبة الصوف عـن تمييز متعلقات النفس يكـون رغم احتفاظه ف الواقع بهذه المتعلقات . وف هـذه القصة ، لم يلحظ الوزاعي صفة عيني جاريته ، بيد أن سؤاله : أوزرقاء هي؟ يلمح إ › احتفاظه با › عجاب إزاء هذه الصفة الب › ية ، رغم عدم لحظه لها . 82 الك › باذي ، ، 1933 ص . 87 83 انظر باب "من غلط ف فناء الب › ية" ف : ال › اج ، ، 1960 ص . 543 84 الك › باذي ، ، 1933 ص . 87 85 الك › باذي ، ، 1933 ص . 87 86 الك › باذي ، ، 1933 ص . 92-90

السابق:  |  التالي