|
|
صفحة: 88
يلحـق الك › بـاذي باب التوكل بباب الرضا مبا › ة . وف حين أن القشـيري لحقا يثبت موضوع الرضا ف نهاية قسـم المقامات ، مشيرا إ › اخت › ف المتصوفة حول اعتباره أحد المقامات ، أو أحد الحوال ، ويحسم المر بالقول إن بداية الرضا مقام مكتسب ، أما نهايته ، فهي من جملة الحوال التي يوهبها ا › نسـان ول يملك الطاقة لكتسـابها بقدراته الذاتية؛ فإن الك › باذي ل يميز عل نحـو واضح بين المقامات والحوال . ومع ذلك ، يسـتطيع قارئ كتابـه أن ي › حظ تتابع المفاهيم المتصلة بالوصل والمشـاهدة مبـا › ة بعد الباب الخامس والربعين ، وهو بـاب الرضا . أما هذه المفاهيم فهي : اليقين ، الذكر ، النس ، القرب ، التصال ، والمحبة . وكـدأب الك › باذي ف سـائر أجـزاء التعرف ، نجده يجمـع أقاويل المتصوفة حـول موضوع ما كوسـيلة للتعريف به دون أن يحاول بلورة موقفه الخاص ، كما يفعل القشـيري لحقا . أما هذه القاويـل ، فإنهـا ل تبين ماهية الحال بمقدار ما تصور مشـارب المتصوفـة ف التعاطي معه . وتتكرر ف نص الك › باذي فكرة المشاهدة ، وهي تعني عنده حصول المعرفة بالقلب لجملة العلوم ا › لهيـة التـي تؤدي با › نسـان إ › حال اليقين . وف هـذا الصدد ، يثبت الك › بـاذي قول النوري : " اليقين هو المشاهدة ، " وقول ذي النون الم › ي : "كل ما رأته العيون نسب إ › العلم ، وما علمته القلوب نسب إ › اليقين . " ترجـع أهمية الوقوف عل مفهوم المشـاهدة والمكاشـفة عنـد الك › باذي إ › شـيوع طائفة من المتصوفة المسلمين الذين لم يتورعوا عن وصف حالت خاصة من الوصول ، تمحي عندها ذاتية المـرء ، أو أوصافـه ، إذ هي تمتزج بالله ، وتغيب فيها "النا" الفرديـة غيابا كليا . ومقابل هؤلء القائلـين بالفناء الـك › ل › نا ف الله ، كان هنالك بعض المتصوفة ممـن تحدثوا عن غياب ل › رادة من كل واحدة منها بشـكل متتابع وصول إ › المرحلة السـمى للفناء . أما هذه المراحل فهي : ( 1 ) ذهاب حظ الفاني من الدنيـا والخـرة بورود ذكر الله عليه ( 2 ) ذهاب حظه من ذكر الله تعا › عنـد حظه بذكر الله تعا › به . ( 3 ) فناء رؤية ذكر الله تعا › له حتى يبقى حظه بالله . ( 4 ) ذهاب حظه من الله تعا › برؤية حظه . ( 5 ) ذهاب حظه برؤية حظه لفناء الفناء وبقاء البقاء . انظر : نيكولسون ، ، 1946 ص . 99 69 انظر : القشيري ، ، 1940 ص . 97 70 انظر : الك › باذي ، ، 1933 ص . 81-73 71 حـول اختـ › ف رؤى المتصوفة ف وصف أحوالهم تبعا لتجاربهم الخاصة ، انظر قول القشـيري حـول الرضا : "وتكلم النـاس ف الرضـا ، فـكل ع › عن حاله و › بـه ، فهم ف العبارة عنـه مختلفون ، كما أنهم ف الـ › ب والنصيب من ذلك متفاوتون . " القشيري ، ، 1940 ص . 97 72 الك › بـاذي ، ، 1933 ص . 73 وقـارن هـذا مع عدم تجويز الك › باذي رؤية الله ف الدنيـا إل "من جهة ا › يقان ، " عل حد قوله ، كما سنرى ف متن المقالة مما يأتي . 73 انظر : . 4 ‘›› ، ± ››› ¨ ± ››› ¨››››› ومن هذا أيضا مبدأ الحلول المنسوب للح › ج ، حيث ا › نسان هو صورة الله التي أخرجها من نفسه . وعنه انظر : عفيفي ، ، 1963 ص ؛ 235 232 وكذلك : . Massignon , 1982 , vol . 3 , pp . 18-19
|
مجمع اللغة العربية
|
|