|
|
صفحة: 86
أحوالـه ، والنكوص عـن درجته . أما أن يقال إن ارتداد الفانـي إ › الصفات › وري لحمايته مـن الفتنة ( بمعنـى أن يرجع الله الفاني إ › الصفات كوسـيلة لمنعه من ا › تيـان بالمخالفات ،( فهـذا مما يدحضه الك › باذي ، قائ › إن سـلب الفاني حاله ل يحفظـه من الفتنة ، ولو كان المر كذلك لجاز سلب النبياء درجات النبوة حفظا لهم من الفتنة ، وهذا غير واقع . وبناء عليه ، ينظر الك › بـاذي لمفهوم العصمة عنـد الواصلين ، م › حا بأن من وصل الفنـاء ما رجع عنه؛ ذلك أن اللـه يحفظه ، كما يحفظ النبياء ، مـن الزلل والفتنة . بل إن أولئك الذين انسـلخوا عن حالهم وعـادوا إ › الصفات ، ل يجدر أن يقال عنهم ، كما ي › ح الك › باذي ، إل أنهم غاوون مخدوعون ، لم يبلغوا فناء ، ول عرفوا شـهودا : "لن الذي انسـلخ لم يكن قط شاهد حال ، ول وجد مقاما ، ول كان مختصا قط ول مصطنعا . " ( 5-3 ) إن ذهـاب الك › باذي إ › احتفاظ الفاني بفنائـه يثير قضية عل جانب كبير من الهمية ، وهي قضية تتصل بالوضعية التي يكون عليها الفاني ف حياته وسلوكه ، وذلك من حيث قيامه بالعبـادات والفروض ، والتزامه العمل عل إص › ح حال المجتمع ورعاية الخلق ، إ › غير ذلك من الشـؤون الدنيوية الجتماعية التي نظرت لها ال › يعة ا › سـ › مية . وف معرض الرد عل بعض الفئـات الصوفية التي جعلـت تدعو إ › ترك العبادات عند بلوغ درجة الفناء والتصال ، لم يكن من الك › باذي إل أن راح يؤكد ، مبا › ة بعد تناوله حال الفناء الذي ل عود منه ، عل أن شخصية الفاني ل يجدر أن ترتبط بشـخصية المصعوق المعتوه ، ممن زالت عنه أوصاف الب › ية . بل إن الفاني هو ذلك الذي فقد أوصاف نفسه ، وبقي بأوصاف الله ، بمعنى أنه فان عن حظوظ ذاته؛ لكنه باق بحظوظ الناس ، يعمل عل تأديبهم ورعايتهم ، متصفا ف ذلك بصفات الله الخيرة . وعليـه ، ل نجـد عند الك › باذي وصفـا لفناء ك ،› ينقل الصوف إ › حـال التجريد المطلق الذي ل 58 انظر الفقرة الهامة ف : الك › باذي ، ، 1933 ص . 99- 98 59 قـارن مفهـوم "العصمة" كما ينظر له الك › باذي بمفهوم "عصمة الئمة" عند الشـيعة . حول هذا المفهوم ف التشـيع ، انظر ، عل سبيل المثال : المجل ، 1983 ،› ط ، 2 ج ، 25 ص . 211-191 60 الك › باذي ، ، 1933 ص . 99 ويقارن هؤلء "المنسلخون" عن أحوالهم ، بما يذكره النص القرآني ف الية 175 من سورة العراف } : ( 7 ) واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . { ويقال ف التفسير إن المقصود بالية هو بلعم بن باعوراء ، أحد علماء بني إ › ائيل ، سئل أن يدعو مع مو ،› وأنزلت عليه بعض اليات ، فدعا بها؛ لكنه › عان ما انقلب ورجع إ › كفره . انظر : السـيوطي والمح ، 1996 ،› ص . 220 ويبدو أن من عارض عصمة الفانين ، لجأ ، فيما لجأ إليه ، إ › هذه الية . عل أن الك › باذي يرد بأن إيمان هذا الرجل لم يكن منذ البدء حقيقيا ، كما أن مدعي الفناء لم يعرفوه قط ( انظر : الك › باذي ، ، 1933 ص . ( 99 61 الك › باذي ، ، 1933 ص : 100 " يكون إماما يقتدى به ، ويرتبط به غيره ممن يسوسـه ، فأقيم مقام السياسـة والتأديب ، فهذا ينقل إ › حالة البقاء ، فيكون ت › فه بأوصاف الحق ل بأوصاف نفسه . "
|
مجمع اللغة العربية
|
|