|
|
صفحة: 85
( 4-3 ) يطرح الك › باذي مسألة يبدو أنها كانت ذائعة بين المتصوفة ف ذلك العهد ، وهي تتصل بحال الفاني الذي غاب عن أوصافه عند بلوغه درجة الفناء ، هل يمكن أن يعود إ › أوصافه من جديـد؟ وبمعنى آخر ، هل تكون طريق الفناء طريقا برجعة ، أم هي طريق ب › رجعة؟ وف هذا الصـدد ، ينقـل الك › باذي عن فئة من المتصوفة ذهبت إ › أن حال الفناء هو حال مؤقت ل يدوم ، بدليـل أن حـواس الفاني تتعطل كليا عن أداء فرائضه وأمور معاشـه؛ المر الذي يوجب العود عن هذا الحال ، وممارسة الحياة ا › نسانية بشكلها الطبيعي . ومن جهة أخرى ، يسوق الك › باذي رأي مـن يعدهم "الكبار منهم والمحققون ، " ممن لم يجوزوا عودة الفاني إ › حال ما قبل الفناء " ) بقاء الصفـات . ( " ومن بين هؤلء ، الجنيد ، والخراز ، والنوري ( ت : . ( 908-907 / 295 ودليل هذه الفئة أن الفناء هبة من الله للصوف ، ل يكتسـبه الخير بطاقاته الذاتية ، فإذا عاد إ › مرحلة مـا قبل الفناء ، يكون الله قد سـلبه ما أعطـاه بداية ، وهذا غير لئق باللـه . فض › عن ذلك ، فإن سلب الصوف فناءه قد يعني أن سلوك الله مع الفاني يتضمن "البداء . " والبداء ف اللغة يعني " ظهور الرأي بعد أن لم يكن ، واستصواب › ء علم بعد أن لم يعلم . " أما ف الصط › ح الديني فهـو القول بتبدل ا › رادة ا › لهية بتأثير تجدد علمها . وهذا مبدأ أخذ عل الشـيعة ، وأرجع أصله إ › أصحـاب المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي عرف كزعيم لفرقة المختارية الشـيعية . وقول الك › بـاذي "البداء صفة من اسـتفاد العلم" يشـير إ › تغير ف موقف الله ينجـم عن علم جديد حصله فاسـتدعى منه التغيير ، المر الذي يتضمن قدحا ف مفهـوم الحكمة ا › لهية التي تحيط علمـا بكل ما كان وما سـيكون . وقد يحمل سـلب الصوف فناءه عل رغبـة الله ف خداعه ، وهي صفة ل يجوز أن تنسب إ › الله أيضا . والحاصـل أن الك › بـاذي يتبنى رأي القائلين بعصمـة الواصل إ › درجة الفنـاء عن العود عن 55 الك › باذي ، ، 1933 ص . 97 56 مجموعة مؤلفين ، المعجم الوسيط ( القاهرة : د . ن ،( 1972 ، . ط ، 2 ج ، 1 ص . 45 57 انظـر : الشهرسـتاني ، ، 1968 ج ، 1 ص " ) 149-148 فمـن مذهب المختار أنه يجوز البداء عـل الله تعا . › والبداء له معـان : البـداء ف العلم ، وهو أنه [ أي الله [! يظهر له خ › ف ما علم ، ول أظن عاق › يعتقد هذا العتقاد . البداء ف ا › رادة ، وهـو أن يظهـر لـه صواب عل خ › ف مـا أراد وحكم . والبداء ف المـر : وهو أن يأمر ب › ء ، ثم يأمـر ب › ء آخر بعده بخ › ف ذلك . ( " وقد صنف الشيعة ف الرد عل التهامات الموجهة لهم ف القول بتبدل ا › رادة ا › لهية نتيجة لتجدد علمها ، وذهبوا إ › تفسـير المصطلح عل نحـو ل يتعارض ومفهومي القدرة والحكمة ا › لهيين . فهم يقـرون بصفة البداء لله؛ لكنهـم يف › ونهـا عل معنى التغير الذي كان معلوما من قبل عند الله . ويمثلون لذلك بقصة إبراهيم وابنه إسـماعيل؛ فبعد استعداد الثنين لتنفيذ مشيئة الله ، جاء النهي . والنهي لم ينجم عن تغير مفاجئ ف ا › رادة ا › لهية ، بل هو مقصود معلـوم عنـد الله منذ البدء . وتزخر الروايات المنقولة ف كتب الشـيعة بهذا المقصد ، نحـو : "ما بدا لله ف › ء إل كان ف علمه قبل أن يبدو له؛" "إن الله لم يبد له من جهل ، " مستعينين عل ذلك بالية 13 من سورة الرعد : { يمحو الله ما يشاء ويثبت ،{ قائلين ف تفسيرها : "وهل يمحى إل ما كان ثابتا ، وهل يثبت إل ما لم يكن؟ . "يكن؟ انظر : الكليني ، ، 1968 ج ، 1 . 148- 146
|
مجمع اللغة العربية
|
|