|
|
صفحة: 73
وأخـذ منظرو التصوف يثبتون ما راج ف الوسـاط الصوفية من مفاهيـم جديدة باتت محاور للطعن ف الصوفية ، ومسوغات لرميهم بالكفر والزندقة ف الف › ة التي عرفت ف تاريخ التصوف بمحنة الصوفية ف بغداد . إن الواقع التاريخي الذي رسـم ظ › له عل الحقبة التي وضع فيها الك › باذي كتاب التعرف لم يعـدم كثيرا من الرؤى والتنظـيرات التي تتعارض ف جوهرها والخطاب الديني السـني . وبرز منظرو التصوف الذين أرسـوا دعائم ما يمكن أن ندعوه بالخطاب الصوف التوفيقي ف إشـارة إ › ما يضاهي كتاب التعرف من مؤلفات ان › ت إ › ترسيخ الفكر الصوف نهجا كليا لحياة الفرد ف إطـار الجماعة ، وذلك من خ › ل اختطاط التصوف جزءا ل يتجزأ من حياة المسـلم ومنظومة ال › يعة . ينشـد هذا المقـال تناول عدد من المفاهيم التي تعكس ا › شـكالية الجوهريـة التي وقع فيها ما دعوناه بخطاب التوفيق الصوف ف تأدية مهمة التوفيق بين التصوف والفكر ا › س › مي ، وأبرزها " المعرفـة ، " "المحبـة ، " و"الفنـاء ، " وهي المفاهيم التي تشـكل مجتمعة فكـرة الوصول إ › الله ، وبلوغ نهاية الطريق . وإذا كان منظرو التصوف قد أفردوا هذه المفاهيم ف أبواب لها مسـتقلة؛ فـإن الجـ › أن عملية فهم مضمونهـا ، فض › عن الوقوف عند آليات المبنـى التي يلجأ إليها هذا النموذج الن › التوفيقي ، ل يمكن أن تجرى بمعزل عن اصط › حات أخرى قد ل تكون ، ف نهاية المر ، إل تسـميات كثيرة لتجربة روحية واحدة ، كالتج ،› والرؤية ، والمشـاهدة . سـنحاول فيما ي › اسـتقصاء الليات التي وظفها أبو بكر الك › باذي ف التعرض لتجربة الوصول بما تتضمنه عملية المقاربة ذاتها من إشـكالت بسـبب انزياح العنا › التي تكون هـذه التجربة عن البنية التقليدية للفكر الديني السـني ، وبمـا تفرضه المقاربة عل المؤلف التوفيقي من نظم أسـلوبية تسند مهمته الصعبة . 9 انظر : نيكولسـون ، ، 1946 ص . 21 وقد ع › المتصوفة عن احتقارهم لعلماء الفقه تعبيرا قاسـيا ، كما يتجل عل سبيل المثال ف القول التا › للمكي : "روينا عن عي › عليه السـ › م : مثل علماء السـوء مثل صخرة وقعت عل فم النهر ، ل هي ت › ب الماء ، ول ت › ك الماء يخلص إ › الزرع . وكذلك علماء الدنيا ، قعدوا عل طريق الخرة ، ف › هم نفذوا ، ول تركوا العباد يسلكون إ › الله عز وجل . " [ المكي ، 1310 هـ ، ص . [ 141
|
مجمع اللغة العربية
|
|