|
|
صفحة: 47
" تعـال أصيح ، تعال أصيح . إنني أهتف : الن › للعلم ! سـوف يتك › العقرب ، وأتذكر هذا كي أنجب ب › يأس . " لكننا لو ربطنا هذا المقطع بسابقه حين رسم عل الفراش طريقة توصل فيها إ › الختباء تحت امرأتـه نفهم تمجيده للعلـم الذي أتاح الفرصة لتجارب جديدة ، ولذا يتبع ذلك التنبؤ بتكسـير العقرب الذي قد يكون كناية عن الزمن / السـاعة ، ومعنى تك › ه وقوف الزمن أو التوقف عن السـير بالتجاه المعتاد ، ويسـاعده هذا التسـويف با › نجاب دون يأس لن ثمة ما سـيحصل أو يتغـير ف هذا العالم . عل أننا ل نحصل عل تفاصيل ، ويظل القارئ مشـدودا لسـماعها إل أن الشاعر يختار مسارا آخر . منـاورة القارئ : إن هذه القصيدة ل تسـلم نفسـها للقارئ . وكلما أمدتـه بحبل ، قطعت عليه الطريـق بآخر . وهـذا ما ينطبق عـل القصيدة السـوريالية التـي تكثر فيها الصـور الذهنية المستلهمة بطاقة من الخيال ، وهذه الصور ل يربطها › ء سوى الهدم والتشتيت . إن ذلك ما يف › الجملة التي تظهر وكأنها منفصلة عن النص : "تمطر فوق البحر" ومن الم › حظ أن موقعها الجغراف يؤدي إ › عدة أمور . أولها هو ب › سلسلة المقاطع الشعرية المنسابة ، وثانيها تشـتيت البناء الهيك . › ولعل ذلك ما يجعلنا نذهب إ › اعتبارها جملة اع › اضية ومنسـلخة عن السياق ، ل لغرض النس › خ عنه فحسب ، إنما تزيد من تضليل القارئ وضياعه بين ثنايا النص لتنفلـت منه القصيدة بعد أن ظن أنه قبض عل المعنى . وكأن هذه الجملة تأخذنا إ › عالم آخر ، عالم البحر ، المطر . هذا التنقل بين العوالم المختلفة ، من صندوق إ › فراش ، إ › كنف امرأة ثم إ › بحـر ومطر ، يؤكد عل تعا › القصيدة عن المـكان ومحدوديته ، كما أن هذه المتوالية من المكنة بصور تلقائية ما هي إل فعل كتابة آلية أرادها السـورياليون لتكشـف لهم عن العالم الحقيقي الذي شكل لديهم الهدف السمى والمتمثل بإلغاء كل الثنائيات المتناقضة من أجل تشكيل وحدة شمولية مكتملة؛ والذي يمكن معه للبحر عل وجه الرض أن يلتقي مع المطر النازل من السماء . ونحن لسـنا بصـدد تحليل كل لفظة بلفظتها لنـرى مث › كيف يرتبط اسـتدعاء البحر والمطر بالحالة النفسية للشاعر . إنما يهمنا أكثر الت › يح بخ › هطول المطر عل البحر . هل قصد بذلك ا › شارة إ › إضافة الماء فوق الماء ، وبذا تزداد نسبة المياه ف البحر فيرتفع أكثر وتكون معه حالة ا › بحار والسـباحة أصعب وعرضة للغرق ، أم أنه يرمي بذلـك إ › النقيض ليقول إن زيادة الماء فوق الماء ليضيف إليه صبغة جديدة ، بمعنى أن ذلك نوع من ا › ضافة ل › ء موجود وقائم؟ ويجد القارئ نفسـه مدفوعا إ › البحث عن حلول . وهذه أيضا من سـمات السوريالية التي تثير
|
مجمع اللغة العربية
|
|