صورة تقريبية للايقاع وتطوره في الشعر العربي- سليمان جبران

صفحة: 20

وهو يتشـكل من التفعي › ت مستفعلن مستفعلن فاعلن ، بحيث يجوز لنا اعتباره "تنويعة" من إيقـاع الرجز ، يصبح عـدد القصائد ف هذا ا › يقاع 253 قصيدة ، بينمـا تراجع الكامل إ › 143 قصيدة فقط . ف مجموعة ص › ح عبد الصبور الو ،› الناس › ب › دي ( 1956 ) يشـكل الرجز أيضا حوا › 46 بالمئة من القصائد 11 ) من . ( 24 ولعل شـعر البياتي بالذات هو أكثر ما يمثل ارتفاع الرجز ، بعد الف › ة الو › من المبنى التفعي ،› عل حساب الكامل : ففي مجموعته التفعيلية الو › أباريق مهشمة ،( 1954 ) كان الكامل 25 من 37 قصيدة ولم تتضمن من الرجز شيئا؛ ف المجـد ل › طفـال والزيتون ،( 1956 ) الكامـل 20 من 36 والرجز ؛ 5 ف أشـعار › المنفى ،( 1957 ) الكامـل 1 من 21 والرجز ؛ 8 ف النار والكلمات ،( 1964 ) الكامل 3 من 34 والرجز ؛ 21 وكانـت مجموعـة ع › ون قصيدة من برلين ( 1959 ) كلهـا من الرجز . عل هذا النحو انتشـل المبنى التفعي › الرجز ، ف المرحلة المذكورة ، من خموله الذي لزمه ف الشـعر القديم وف المدرسة الك › سيكية الجديدة ، عل حد سواء ! تعت › غلبة الرجز عل هذا النحو الواضح ، بعد أن كان سـابقا "حمار الشعراء ، " محطة حاسمة أخرى ف المسـار المطـرد المذكور من الخطابية العالية إ › إيقاع النثـر . ذكرنا آنفا بالتفصيل ما يميـز الرجز من سـمات "نثريـة" و"حياتية ، " بحيث يقـ › ب ف أحيان كثيرة مـن إيقاع الك › م العادي ، وهذه الخصائص بالذات هي ما وافق الحساسـية الشعرية الجديدة لدى شعراء المبنى التفعيـ . › يجـدر بالذكر ، ف هذا السـياق ، أن الف › ة المذكورة ، منذ ظهـور المبنى التفعي › حتى أواسـط الستينات ، بعد ثورة 1952 ف م ،› وارتفاع المد النا › ي بوجه خاص ، شهدت أيضا غلبة الشـعر "الملتزم" ف الب › د العربية كلها ، ما شـكل عام › آخر ، ربما ، ف هيمنة الرجز ، رغبة ف الق › اب من إيقاع الحياة؛ من نضال "الجماهير" ف سبيل الحرية والستق › ل والش › اكية . لعل أكثر ما يدل عل سمات الرجز المذكورة ، من تراجع بارز ف ا › يقاع ، بحيث يق › ب ف نماذج كثيرة من إيقاع النثر ، ما لقاه هذا "البحر" ف كتاب نازك الم › ئكة ، قضايا الشعر المعا ،› من نقد شديد فصلت فيه "عيوبه" الكثيرة . اعتمدت الم › ئكة ف نقدها للشعر التفعي › من الرجز ، وف كتابها كله ، عل "قانون الذن العربية" أو الذن الم › ئكية ، إذا توخينا الدقة . وهي أذن ك › سيكية محافظة تماما حاولت تقنين وتقييد هذا المبنى الجديد : "وكما كان اعتماد الخليل ، ف ضبطه للبحور والسـقطات ف زمانه ، عل حسـه الشـعري ، وذوقه وما يحفظ من الشعر العربي ، فقد كان اعتمادي أنا أيضا عل ح › الشـعري وذوقي وما أحفظ من الشـعر العربي . " لذا لم يكن Moreh , 1976 , P 219 . 16 17 الم › ئكة ، د . ت ، . ص . 80 .

السابق:  |  التالي