|
|
صفحة: 18
يرد التدوير ، ف المبنى الك › سيكي ، ف المجزوءات ، وف البحر الخفيف بشكل خاص . أما ف المبنى التفعي ،› حيث زال نظام الشـطرين ، فالتدوير يقع بين السـطر وتاليه طبعا ، وقد يمتد إ › عدد من السـطر يطول أو يق › وفقا لرغبة الشـاعر . عل هذا النحو ، لم يعد آخر السـطر هو آخر الجملة ا › يقاعية أيضا ، إذ يؤدي توقف القارئ ف آخر السـطر المدور إ › ثلم التفعيلة المشـ › كة بين السطرين . بذلك يسهم التدوير ف المبنى التفعي › ف الحد من ارتفاع ا › يقاع ، كما هي الحال ف الخرم ف أول البيت الشـعري الك › سـيكي . بل إن بعض الشعراء ذهبوا بظاهرة التدوير إ › أبعد مداها ، فكتبوا القصيدة المدورة؛ وتتمثل هذه ف كتابة قصيدة من صفحة أو أكثر ، ف أسطر ممتلئـة ، مـن الهامش إ › الهامش ، وف إيقـاع مدور متواصل ، تكاد تختفي فيـه القافية تماما ، وتتخفى فيه القصيدة بزي النثر ، كتابة وع › مات ترقيم . الظاهـرة الثانيـة هي ظاهـرة نحوية / معنوية ، تسـمى ف العروض الك › سـيكي التضمين ، أو التتميم . والتضمين هناك هو عبارة عن اتصال بيتين نحويا بحيث يشك › ن جملة نحوية واحدة . هـذه الظاهـرة تعت › عيبا من عيوب القافية ف العروض الك › سـيكي ، وذلـك لن البيت ف هذه الحالة ل يكون مسـتق › ينتهي معناه عند القافية؛ ما يحول دون وقوف الشـاعر ، وهو ينشـد قصيدته ، ف هذا الموضع . لهذا السبب ، فيما يبدو ، كان التضمين مذموما ، ف الساس ، حين يكون أقـرب مـن القافية ، أو يقـع ف القافية بالذات ، كما يسـتخلص من المثلة القليلـة المكررة التي توردها كتب النحو والعروض عادة . ف المبنى التفعي › الجديد شـاع التضمين ف نتاج الشـعراء المجدديـن جميعا ، بحيـث غدا "حجر الزاوية" بعد أن كان عيبـا ف المبنى العمودي ، كما ذكرنا . وهو أمر طبيعي ف القصيدة الجديدة يسـهم ف تدفق النص ، متخطيا وقفة القافية نحويا ، بعد أن تخطاهـا التدوير إيقاعيا . يجدر بالذكر هنا أن الم › ئكة ، ف كتابها الرتكا › المذكور ، قضايا الشعر المعا ،› عارضت ظاهرة التدوير هذه بشدة ، وعارضت تشكيل السطر من عدد فردي من التفعي › ت ، تبعا لموقفها وذوقها المحافظين ، فلم يكن لهذه المعارضة أي أثر ف شيوع ذلك ، بل اعتباره من سـمات التجديد الحقيقي ف تشـكيل المبنى التفعي › ف الشعر الحديث ، منذ ظهوره وحتى اليوم . هذه التغييرات المبنوية ف الشعر التفعي › اق › بت بالقصيدة المعا › ة خطوة أخرى من النثر ، سواء ف ك › الخطابية الطاغية ف ا › يقاع العمودي ، أو ف الشكل ، بحيث غدت ع › مات ال › قيـم المتبعـة ف النثـر المعا ،› عادة ، › ورة مـن › ورات المبنى الجديـد ، يحرص عليها الشـاعر المرهف ، ويطلبهـا القارئ الحاذق ، إبـان تلقيه النص وتعمقه . ف هذا السـياق ، يجدر بالذكر أن الشاعر المبدع بدر شاكر السياب كان أول من التفت إ › › ورة رسم ع › مات ال › قيم ف المبنى التفعي › الجديد ، ف مقدمته لمجموعته الشعرية أساطير ، سنة . 1950
|
مجمع اللغة العربية
|
|