|
|
صفحة: 17
ومدرسة أبولو ، خرج فيها أصحابها عل البيتية ، أو بعض الصوات التي نادت بتحطيم "عمود الشـعر" مثل : أحمد زكي أبو شـادي ، خليل شيبوب ، نقول فياض ، ع › باكثير ، مصطفى بدوي ، لويس عوض . إل أن هذه النماذج والصوات جميعها ظلت ف نطاق التجريب والتنظير؛ إما لن الظـروف الموضوعيـة قبل الحرب الثانية وضعضعة النماط السـائدة ، لم تكن بعد مهيأة لهذه الثورة الحقيقية ، أو لن أصحاب هذه النماذج والدعوات لم يملكوا المواهب الشعرية القادرة عل إنجاز هذا التغيير الجريء ف نتاج شـعري راق يشـكل قدوة تحتذى لمن يرغبون ف كتابة شعر جديد . يتمثل التغيير السا ،› ف المبنى ا › يقاعي الجديد ، ف ك › البيتية ، كما أسلفنا . لم تعد القصيدة الجديدة تتشـكل من أبيات ذات شـطرين ، سيم › ية متسـاوية الطول ، تختمها القافية فتشكل " حاجزا" إيقاعيا ومعنويا بين البيت وتاليه؛ بل من أسـطر تطول أو تق › تبعا لدفقة الفكرة أو العاطفة لدى الشاعر . ولم يعد للقافية أيضا نظام ثابت يفرض عل القصيدة مسبقا ، كما ف المبنى الك › سيكي أو المقطوعي ، بل تركت الحرية للشاعر كاملة ف الخذ بنظام القافية الذي يراه موافقا للقصيدة . هذه "الحرية" التي مارسـها الشـاعر ف تحديد طول السـطر ونظام القافية ، جعلت نازك الم › ئكة تسـمي هذا المبنى ا › يقاعي الجديد "الشعر الحر ، " وهي تسمية غير دقيقة طبعـا ، لن المبنـى الجديد لم يتخل عن الوزن ولم يتخل عن القافية ، كما هي الحال ف "الشـعر الحر" ف الغرب . لذا اق › ح النقاد تسميات أخرى كثيرة ، إل أن مبنى التفعيلة ، أو المبنى التفعي ،› ف رأينا ، هي أبسط التسميات وأقربها إ › تشخيص هذا المبنى الجديد . ترى الم › ئكة أيضا ، ف مقدمة مجموعتها شـظايا ورماد ، أن هذا المبنى ا › يقاعي الجديد "ليس خروجا عل طريقة الخليل ، وإنما هو تعديل لها . " صحيح أن شـعر التفعيلة أبقى عل الوزن والقافية ، كما أسلفنا ، إل أن التغيير المذكور أع › ه لم يكن تغييرا هامشيا ، بل كان تغييرا جذريا عكس اخت › ف الرؤية والصورة واللغة والمعجم الشـعري ف نتاج المجددين بعد الحرب العالمية الثانية ، وفتح القصيدة عل م › اعيها للتيارات الفكرية والفنية الحديثة الوافدة من الغرب . عـن كـ › البيتية المذكور ف المبنى التفعيـ ،› نجمت ظاهرتان هامتـان ، كان لهما أبعد الثر ف تشـكيل القصيـدة الجديدة . الظاهرة الو › هـي ظاهرة إيقاعية؛ ظاهـرة التدوير . والتدوير ف القصيـدة الك › سـيكية هو التقـاء الصدر والعجز من البيـت ف كلمة واحـدة؛ أو بكلمة أخرى انقسـام الكلمـة إيقاعيا بحيث ينتمـي بعضها إ › الصدر ، والبعض الخـر إ › العجز ، وأكثر ما 13 الم › ئكة ، ، 1971 ص . . 13
|
مجمع اللغة العربية
|
|