|
|
صفحة: 12
وتقليد تام للشـعر الم › قي ف اللفاظ والمباني والتشـبيهات والصور الشـعرية ، تشير ف رأينا إ › أن دواعي التجديد كانت "خارجية" فع ؛ › اسـتجابة للحياة الجديدة وفنون الغناء والتلحين ومجالس الطرب ف تلك البيئة ، فانعكست ف ا › يقاع فحسب دون أن تمس جوهر القصيدة . ذلك ما يجعلنا نميل ، كما أسلفنا ، إ › اعتبار الموشح "منتجا " أندلسيا ، كان التجديد فيه ف السطح؛ ف ا › يقاع فحسب ، استجابة للبيئة الجديدة والفولكلور الشعبي هناك ، إل أن هذه المسألة الخ › فية ل تتصل طبعا بنطاق بحثنا هذا . . II ف العـ › الحديث بدأ التغيير الحقيقي ف إيقاع القصيدة ، بطيئا أول المر و › يعا بعد الحرب العالميـة الثانية . إل أنه تغيير مطرد ، وإن اختلفت وتيرته ، وباتجاه واحد : البتعاد التدريجي عن ا › يقاع الك › سيكي والخطابية التقليدية . بل يمكننا القول ، إذا عمدنا إ › التعميم ، إن الع › قة بين العنا › ا › يقاعية ف القصيدة والمقومات الفنية الخرى فيها ، هي ع › قة ضدية ف أغلب الحوال : إذا طغت الو › انح › ت الثانية ، والعكس بالعكس ! هذا النحسـار التدريجي المطرد ف ا › يقاع يمكن تفسيره بعاملين أساسيين : الول أن استه › ك الشـعر ف الع › الحا › انتقل تدريجيا من اسـته › ك سـماعي إ › اسـته › ك قرائي . لم يعد الشـاعر "يقف عل نشـز من الرض ، " أو ف ح › ة الممدوح ، منشـدا قصيدتـه أمام جمهوره ، فتتلقاهـا أسـماعهم قبل عقولهم . الصحـف والكتب أصبحت تدريجيا "منابر" الشـعر ، يتلقاه فيها مسـتهلكوه بعيونهم قبل آذانهم ، ويحاولون استيعابه ف الفكر والخيال ، مجردا إ › حد ما من إيقاعه الخطابي الخارجي متمث › ف السـاس ف الوزن والقافية . العامل الثاني أن ا › نسـان العربـي المعـا ،› ونحن هنـا ل نتحدث عن انقـ › ب فجائي طبعا ، غدا أرقى حساسـية وأرفع ذوقـا منه ف القـرون الغابرة ، بحكم الثقافات والمعارف الحديثـة ف جميع مجالت الحياة . هذا الرقـي الفكري المعرف من الطبيعي أن ينتقـل بالذائقة الفنية أيضا من الصخب وا › يقاع العا › إ › الخفـوت والهمـس والهدوء ف إيقاع الشـعر . أشـبه بانتقـال ذائقة المـرء ، أو المجتمع ، تبعا للرقي الحضاري المعرف ، من استسـاغة الموسيقى الشـعبية الصاخبة إ › الستمتاع بالموسيقى الك › سيكية الهادئة بعيدا عن الصخب والضجيج . لعل هناك أيضا سببا ثالثا هو اط › ع الشعراء المعا › يـن ، والمثقفين أيضا ، عل الشـعر الوروبي م › جمـا أو ف لغاته الصلية . ذلك أن ا › يقاع ف هذا الشـعر ، حتى ف لغاته الصلية ، بطيء خافت ، ل يداني ما ف الشـعر العربي من خطابية وجهـارة . عل كل حال ، أيا كانت السـباب فالنتيجة واحدة : تحول الذائقة الفنية لدى ا › نسـان
|
مجمع اللغة العربية
|
|