|
|
صفحة: 19
أصالة هذا التراث الخالد خلود هذه الأرض الصامدة , فاني أحيي المرأة البدوية الجبارة التي أنشأت هذه الأجيال المتعلمة ، على الرغم من قلة الوسائل وفقر المعدات ، واندثار الأدوات من بين يديها . ولكن » الحجارة الصماء » طالما انبجت منها الينابيع الثرة والمناهل العذبة لتسقي أرض الجنوب الملتهبة فتمسى بعد كل هذا العطاء خضراء مورقة أشد ما يكون الإيراق فيستظل أبناؤها في الجنوب بظلال الأشجار التي سقتها عقول أمهاتهم . إن إسرائيل تشعر أن علاقة البدوي علاقة تملك وهي بالعكس علاقة حرة وإنسانية ، والأنماط المنهجية الأصيلة عندما تتغير وضع ومكانة المرأة تتغير أيضا . منذ النكبة أصبحت المرأة تتنافس مع مجتمع آخر بدون وسائل مناسبة ، حرموها من قوتها ومن الحصول على المواجهة والاستمرار ، تواجه المرأة البدوية الظلم بصلف لا يطاق وتجابه العنصرية بجبرية المتحدي داخل الدولة ، فعلى عدة مستويات يوجد قمع من ناحية اجتماعية وفردية للنسوية . وأنا سعيدة جدا وفخورة بوجود أمثالكن ، واني واثقة تماما أن وضع النقب سيتحسن . العضو العربية الفلسطينية في الكنيست حنين زعبي : » عند دخولي إلى النقب أشعر بشعور متناقض في نفس الوقت أشعر بقوة النساء وإصرارهن على الخروج من هذه الحلقة التي تبدو شبه مغلقة وقاسية ولأوضاع التي فيها نسبة تعليم منخفضة وفرص عمل معدومة ، التناقض بصعوبة الوضع وبين قوة إرادة النساء ) مثلا عندما دعيت إلى مؤتمر سدرة ورأيت النساء اللواتي يشاركن في المشاريع ويخرجن من البيت وأنهن جزء من مجتمع كامل وقضية عامة هذا شيء يعطي قوة ولا يوجد عمل برلماني ناجح إلا إذا كان موجود ا جماهيريا وميدانيا . ) بما يتعلق بالنقب ، العمل الميداني هو عنواني ، عندما نفكر في إثارة قضية ) ميزانيات ، تعليم ، عيادات ، محو أمية ( التواصل معي عن طريق هيئات فاعلة من لجان محلية أو سلطات محلية أو جمعيات ... السيدة نوال العزازمة قالت : » المرأة خلقت للعطاء إما بالإنجاب أو بالعمل في البيت أو حتى في المرعى ، فهي معطاء منذ الأزل وقد انحصرت في الماضي في رعايتها للأطفال والعمل في المرعى ولكن الآن وضعها اختلف باختلاف طريقة حياة البدو في النقب فالعمل في رعي الأغنام قد تقلص بسبب اختلاط البدو بالثقافات الأخرى والتطور اليومي ، مما أثر في أسلوب معيشتهم وحتى الأعمال التي يهتمون بها ، لقد بدأ المجتمع البدوي بالتطور والتقدم والتعلم ولم يعد يحصر تفكير الرجل بتجارة المواشي وتربيتها فقط بل أصبح الرجل البدوي إنسانا متعلما ومتحضرا مما أثر على وضع المرأة البدوية التي أصبحت تخرج إلى الجامعات وتحصل على الشهادة ومن ثم وظيفة تحتم عليها برنامجا يوميا مختلفا عن تلك التي كانت ترعى المواشي في الماضي . وحسب رأيي يجب على كل امرأة بدوية أن تكمل تعليمها وتحقق ذاتها بذاتها وتكف عن الشعور بالضعف والعجز لأنها اعتادت أن تكون قوية معطاء ، فلن يصعب عليها أن تفعل ذلك أيضا في خارج بيتها ، فهي لم تخلق فقط
|
مركز اعلام
|
|