|
|
صفحة: 7
حكر على الذكور . من خلال عملي في مجال الصحافة الفلسطينية المكتوبة ، فقد التقيت ، وشاهدت مئات النماذج من النساء والفتيات ، ومن مختلف الأجيال ، اللواتي يعتبرن نماذج ناجحة جدا في الحياة ، يعملن بإخلاص يكافحن لأجل تغيير الواقع ، والكثيرات منهن يطمحن إلى وظائف راقية ، ويتمتعن بكفاءات عالية ، لكن هيهات ! فرغم التغني بشعار المساواة إلا أن تطبيقها على أرض الواقع ما زال يحتاج لسنوات طويلة من النضال حتى تتحقق المساواة العادلة ، فحتى الآن ورغم التغيير البطيء الحاصل ، فالإجحاف ما زال ملموسا ، والقليل نسبيا منهن وصلن الى ما يطمحن إليه ، غير أن هذا الحضور رغم أهميته يظل في معظم الأحيان غير كاف خاصة وأنه يطغى عليه الطابع الرمزي ولا يرقى إلى مستوى التطلعات . وأعتقد أن قسما كبيرا من اللوم يقع على المرأة ، وللحق ، يجب ألا نضع دائما الذكور في قفص الاتهام ، بل يجب أن نسعى أولا لتغيير أنفسنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ورفع الشعارات وحدها لا يكفي . وفي السياق ذاته ، ناهيك عن الإجحاف- فقد لمسنا ازدياد حالات العنف في مجتمعنا ، وهو بدوره طال المرأة لكونها العنصر الضعيف ، بحجج ما أنزل الله بها من سلطان ، وصلت الى حد ارتكاب جرائم القتل بحقهن ، عدا القتل “ الروحي” الذي لا يدري به البشر كما قال أديبنا جبران خليل جبران ، والعنف الأسري ، بعضه ملموس ، وقسم منه يختبئ تحت البساط ، لكن تنبعث رائحته بقوة ، وتنعكس صورته على مجتمعنا . وهذا العنف الأسري المتفشي داخل الكثير من الأسر العربية لم يتم بعد رصده بالشكل الكافي والبحث عن مسبباته وسبل استئصاله بطريقة فاعلة ومنهجية للآن . وفي المجال الإعلامي ما زال مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني يفتقر لوجود الكثير من الإعلاميات ، وهذا له أسبابه الكثيرة ، التي لا مجال لتفصيلها هنا ، لكن أهم ألأسباب أن هذه المهنة التي تعتبر السلطة الرابعة ، تحتاج للكثير من الجهود ، والكد ، في ظل افتقار الصحافة العربية ككل إلى الموارد المادية ، التي تقوم بتغطية أجرة الإعلامية كما يجب ، وكذا الأمر -وللحق - هو حال الإعلاميين الذكور غالبا ، مما يضفي على هذه المهنة تعبا إضافيا ، وفي نفس السياق ينعدم وجود إطار أو مركز للإعلاميات الفلسطينيات في الداخل ، ينهض بالصحافة بشكل عام ، وبقضايا المرأة الملحة ، والكثيرة ، ويطور إبداعات المرأة ، ويطور آليات عمل جديدة يرتكز بها العمل الصحفي على جميع شرائح النساء بكافة أجيالهن ، باختلافهن الفكري ، الثقافي ، بدءا من ربة المنزل ، وانتهاء بالطبيبة ، المربية ، العاملة ، الموظفة ، لأن كل شريحة من هذه الشرائح لها دور في هذه الحياة ، ويجب أن ندفع بالمرأة دائما للأمام للتقدم ، التغيير الفعال الايجابي ، وليس اس تغلالها فقط من قبل البعض واعتبارها كسلعة للتسويق والتجارة . في هذا اليوم العالمي ، أدعو جميع الزميلات العاملات في وسائل الإعلام أن نبادر لنكون كتلة واحدة ، وإن اختلفنا في الآراء والتوجهات
|
مركز اعلام
|
|