|
|
صفحة: 130
إن التوجه المفضل على مجتمع الأغلبية في إسرائيل ، تجاه مجتمع الأقلية هو توجه الهوامش . ذلك أن هامشية العرب الفلسطينيين ، كمواطنين ، مشمولة في تعريف إسرائيل كدولة الشعب اليهودي . بهذا يمس حقهم بالمساواة المدنية ، ويحرمون من الحقوق الجماعية . هذا الوضع الهامشي للمواطنة يتجلى في كل مستوى تقريبا في المدى المدني والعمومي . فهي تتجلى في دفع الأقلية ، كجماعة ، إلى الهوامش الثقافية والأسطورية ورموز الدولة . فالدولة ومؤسساتها المختلفة ، وبالأساس جهاز التعليم والإعلام الرسمي ، تعزز وتشجع الثقافة الهامشية العربية- الإسرائيلية . في المقابل ، وحسب ادعاء سموحة ،( 1996 ) فإن التوجه المفضل لدى مجموعة الأقلية العربية في إسرائيل ، هو توجه الاندماج ، الذي يعني الدمج بين هويتهم القومية وبين هويتهم المدنية . يؤيد هذا الاتجاه غالبية الباحثين العرب ، وبضمنهم كاتب هذه السطور . مع ذلك فإن بعض الباحثين ( ريخس ، ؛ 1992 رايتر ( 1996 ، يختلفون فيما بينهم بشأن قدرة المواطنين العرب على التوفيق بين هاتين الهويتين؛ فهما يدعيان أن هوية كل منهما ستكون بالضرورة على حساب الهوية الثانية . على خلفية التوجهات المتناقضة هذه للجمهور العربي الفلسطيني وللجمهور اليهودي بشأن الموقع والمكانة القومية والمدنية للأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل- ربما أمكن فهم التوتر السائد على جميع المستويات تقريبا ، بما فيها المدنية أيضا ( وبضمنها المستوى التعليمي ،( بين الأغلبية اليهودية وبين الأقلية الفلسطينية . وباستثناء التوتر القائم بين التوجهات المختلفة عن بعضها ، وبين مشتقاتها ، هناك أيضا عوامل ومتغيرات اجتماعية- داخلية في المجتمع العربي الفلسطيني لها قسطها أيضا في إرجاء التطور المنشود للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل ، بما في ذلك تطور جهاز التعليم . على الرغم من ازدياد إعداد الأكاديميين العرب وتنوع اختصاصاتهم إلا أن هنالك إشكالية في انخراطهم في سوق العمل . الأمر الذي يدفع نسبة عالية منهم إلى التوجه إلى مهنة التدريس ليس رغبة في العمل فيها إنما مرغما . عند الخوض في قضايا التعليم العالي يجب التطرق إلى الزيادة الملموسة في نسبة الطالبات العربيات في العقدين الأخيرين . أكثر من 50 % من مجمل الطلبة العرب الذين يتعلمون للقب الجامعي الأول في الجامعات والكليات ، هن من الطالبات . لكن هذا التوجه يتوقف عندما نتحدث عن ألقاب جامعية أعلى؛ فنسبة الطالبات العربيات للقب الثاني هي 38 % فقط من مجمل الطلاب العرب . نجمل هنا أنه وبرغم الارتفاع في متوسط ووسيط التعلم لدى أبناء الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل ، وازدياد تعداد الأكاديميين العرب ، وخاصة
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|