|
|
صفحة: 119
أحد الأسباب للتخبط الذي يواجهه الطالب العربي في أروقة الجامعات الإسرائيلية والتي سرعان ما تتشكل فيها هويته في ظل العزل المتعدد الذي يجده في الجانب الآخر ، حيث ينعزل في السياق ، والرواية التاريخية واللغة ، مما يجعله يشكل ديناميكيات خاصة به للتعاطي مع واقع العزلة هذا ، وهو ما يكون لديه روح التحدي ، خاصة لدى الطلبة الجامعيين العرب" ( ص ، . ( 89 ويحلل سامي خاصية التعليم العالي لدى العرب عامة من خلال الاستشهاد بأبحاث التربوي البارز عبد الله عبد الدائم ويعود لتمحيص ميزات التعليم العالي لدى الأقلية الفلسطينية في إسرائيل من خلال قيمتين أساسيتين توجهان التعليم العالي : الأولى- اجتماعية واقتصادية حيث يشكل التعليم العالي رافعة اجتماعية واقتصادية تتشكل من خلالها مكانة الفرد ، أما القيمة الثانية فهي اجتماعية- سياسية إذ يعد التعليم العالي أحد آليات الصراع والتمكين الاجتماعي والسياسي في ظل سيطرة الأكثرية ، وهو يشكل أداة لإدارة الصراع والارتقاء به ، وهو إذ يربط التعليم العالي الفلسطيني في الداخل في ظل المعيقات البنيوية والسياسية ، يقارنه بالتعليم العالي في فلسطين المحتلة ودوره أيضا لدى فلسطينيي الشتات . وهنا يعود ليعزو هذه الفروق إلى عدم ملاءمة المضامين للأقلية الفلسطينية وهو ما يؤدي إلى عزلة الطالب عن واقعه ولا يساهم في تشكيل مسار توجهه المستقبلي في المرحلة الثانوية ، خاصة أن امتحانات البجروت تعبر بشدة عن عمق الهوة في بعد المضامين والتوافق مع خاصية الفلسطينيين وهي الحقيقة التي تعود وتتأكد في نوعية مواضيع التعليم للبجروت وشروط القبول للجامعات التي تسهم في حالة التراجع في إعداد الطالب وهو ما يدفع ذوي الحاجات والقدرات للتوجه للتعليم خارج البلاد كأحد وسائل التحدي للعقبات التي يفرضها جهاز الرفض للأقلية الفلسطينية على حد تعبيره ( ص ، . ( 113-112 فالتعليم العالي الفلسطيني في الداخل ارتبط ارتباطا عضويا بالتعليم العالي لدى الأغلبية اليهودية ، من حيث الفرص والإمكانات المتاحة في ظل السياسات الموجهة ، فعلاقة الأكثرية بالأقلية تتجلى أيضا في مسرح التعليم العالي بشكل واضح؛ فالسياسات التربوية ، والاجتماعية والاقتصادية التي تفرضها الأغلبية ، حددت مدى تطور التعليم العالي لدى الأقلية الفلسطينية ، خاصة في ظل عملية التقنين والقبول الذي جعل من التعليم العالي أحد الحواجز التي يصارع أبناء الأقلية الفلسطينية لعبورها من خلال العقبات التي ترفعها الجامعات الإسرائيلية في طريقهم ( ص ، . ( 115 أما الفصل السابع فيعرض من خلاله بعض المتغيرات الطلابية ، فيضع بعض نتائج أبحاثه في تشكل الهوية في ظل ما أسماه مفترق الثقافات ، وما هو
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|