|
|
صفحة: 118
لكل من الثقافات الغربية والشرقية في سياقها الداخلي ، وتجلي علاقة الضبط والسيطرة المتجلية في الثقافة الغربية والتماهي والانضواء الشرقي في ظلها ، فلا بد من تأكيد تجسد حالة التهميش من خلال الفصل التام في المسكن ، والحكم المحلي ، والتربية ، وهي الدوائر التي تفعل السلطة من خلالها فعل الانفصال التام في الحياة العامة ، هذه الدينميكيات لها انعكاساتها على الحياة الاجتماعية وعلى التربية للتعددية ، وهو الأمر غير الحاصل في ظل سيطرة الأكثرية على ثقافة الأقلية وتعاطيها التربوي والاجتماعي والسياسي ، ومحاولة طمس توجهها نحو تغيير مكانتها ، والسؤال المركزي الذي يحاول معالجته سامي في هذا الفصل هو هل تخدم إستراتيجية " الفصل والتساوي" الملتقى الثقافي؟ خاصة وأن العرب واليهود يعيشون في عزل شبه تام في قطاعات الحياة المتعددة ، والانفصال في التربية يبدأ من سن الطفولة المبكرة ، وحتى دور إعداد المعلمين . المكان الوحيد الذي تمنع فيه السلطة المركزية الانفصال هو الحرم الجامعي ، حيث منعت الدولة مجرد محاولة طرح الفكر لإقامة جامعة عربية ، ويؤكد سامي في هذا السياق أن الطلاب العرب يلتقون لأول مرة في جهاز التعليم في المرحلة الجامعية ، وهو اللقاء الذي يتعامل فيه الطالب العربي مع واقع يهمشه أكثر من مرة ، يهمشه في الرواية الثقافية والتاريخية التي تطرحها الجامعة الإسرائيلية ، يهمشه في اللغة ، ويهمشه في الحرم الجامعي نفسه . ويكرس سامي الفصل السادس للتعاطي مع مرحلة التعليم الجامعي وانعكاساتها ، ويطرح في مسرحها هذا ، الهوة القائمة بين الطالب العربي واليهودي ، ويقدم طرحا مقارنا لفعل التعليم العالي الأكاديمي لدى الأقلية الفلسطينية في إسرائيل بالمقارنة معه في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية ، ويتساءل عن الفرق بين تجربة التعليم العالي في شتات الشعب الفلسطيني المختلفة وما هي انعكاساته على المجتمع الفلسطيني وعلى تشكيل هويته وموقعة ودور النخبة فيه ، ويتساءل أيضا إذا كان التعليم العالي أداة للتمكين الاجتماعي والاقتصادي ، وما هي العوائد غير الاقتصادية والاجتماعية للتعليم العالي ، وإلى أي مدى يتفاعل الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية في صنع القرار السياسي؟ وما هي طبيعة الدور الذي يجب أن يجسدوه من خلال نشاطهم السياسي والمجتمعي؟ ففي حين يشكل جهاز التعليم العربي حتى المرحلة الثانوية دورا أدواتيا في طبيعته ، يرمي في ماهيته إلى تهميش الهوية الوطنية والاجتماعية والثقافية ، عدم التوجيه السياسي والثقافي الأصيل في جهاز التعليم حتى الثانوي يكون
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|