|
|
صفحة: 116
نستطيع الادعاء بأن مضامين التعليم في جهاز التعليم العربي في إسرائيل عربية؟ وهل هي إسرائيلية؟ وما هو دور التجربة التي يحصل عليها الطالب خارج المدرسة ومدى تعارضها مع ثقافة المدرسة الحابسة؟ وجهاز التعليم العربي يتنافس بشكل غير ناجح مع التوجهات المجتمعية الخارجية والأكثر أصالة في غالب الأحيان ، وهو التعليم غير المنهجي الذي يستفرد في ساحته خارج جدران المدرسة ، والذي يعمق الهوية الوطنية والقومية لدى الطالب ، من هنا يعيش الطالب العربي حالة من الصراع والانفصال في سيرورته التربوية عن عالمه الحقيقي والتوجهات التي تقوده ، حيث يفقد النص المدرسي وقعه ، ويجد نفسه متخبطا أمام النص المغاير والممثل للسياق الحقيقي للطالب؛ أما النص المدرسي فهو يشكل ارتدادا لتهويد مناهج التعليم العربي ، ولا نجد أي صدى لما هو عربي في مناهج التعليم اليهودية مما يجهض أي محاولة للتربية للتعددية في جهاز التعليم الإسرائيلي . وفيه يبين الكاتب دور الأيديولوجية في صناعة الأهداف والسياسات التربوية : " ان تأثير الأيديولوجية في التربية يتبين جليا في التربية التعددية حيث يأخذ الاختلاف القومي أو حتى التناقض بين الأفراد والجماعات أبعادا كثيرا ما تتشكل معبرة في داخلها عن جبروت المجموعة المهيمنة وتجليات هيمنتها في فرض أيديولوجية تربوية مسيطرة ليس لها إلا أن توجه الأهداف والسياسات الموجهة للفعل التربوي اليومي" ( ص . ( 50 وهو ما يؤكده لاحقا في خاصية حالة التربية لدى الأقلية الفلسطينية في إسرائيل " : أهداف التربية لدى الأقلية العربية لم تذكر قط ، ولقد عمل جهاز التربية دون أن تحدد لفعله أهداف محددة ، وبحكم القانون خول وزير المعارف اشتقاق أهداف للتعليم العربي من خلال أهداف التعليم اليهودي ، وهي الأهداف التي لم تأخذ بالحسبان توجها نحو بناء الهوية الوطنية والوعي القومي ، وهنا ترعرع الطالب خاصة في مرحلة تشكل هويته في المرحلة الإعدادية في حالة من الضياع وفقدان الانتماء والهدف ، من هنا كان للقانون الإسرائيلي دور في تهميش القدرة على بناء الهوية والاكتساب لمفاهيم ثقافية ، ووطنية تتعاطى مع خلفيته " .. ( ص ، . ( 51 ويعود سامي ليوضح ويتعاطى مع هذا الإجحاف في تربية شعب بلا هدف يوجهه في تبيانه صعوبة تحديد سياسات تربية في ظل غياب أهداف توجهها : " إن صياغة الأهداف والمضامين من أهم المعضلات التي تواجه تربية الأقلية العربية في إسرائيل ، بالمقارنة مع المشاكل الإدارية والتنظيمية ، المقررات ، إعداد المعلمين وتمكينهم ، في هذه المستويات ربما تتوافر توجهات وخطط
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|