|
|
صفحة: 115
الولاء فقط وإنما الولاء الفعال من خلال تربية الأجيال لبناء هوية تسبق فيها المواطنة دوائر الهوية الأخرى من خلال مضامين المنهاج وما تحمله في طياتها من توجهات فكرية غريبة عن واقع هذا المجتمع . من هنا نجد أن المعلم العربي يخضع لقوتين ضاغطتين الأولى وطنية وقومية تتوقع منهم ريادة الأجيال القادمة والثانية تتوقع منهم الولاء المطلق وتربية الأجيال على روح المواطنة الصالحة والخانعة ، يكون في طياتها المعلمون ممثلين للدولة وللحداثة " المتطابقة" مع يهودية الدولة ومتعارضين مع إرادة المجتمع وتوجهه الطبيعي ، وهي المعضلة القائمة بين رغبة الهيمنة والمتطلبات المجتمعية إن صح التعبير والتي يعالجها سامي بشكل عميق ليس في فراغ ، وإنما في سياق يتعاطى مع دور المعلم العربي في التربية للقيم وتشكيل هوية الطالب بكل أبعادها الأصيلة . وهي الأسئلة التي يحاول مرعي الإجابة عنها في الفصل الثالث ، إذ يتمحور الفصل الثالث حول موضوعات ذات علاقة عضوية مع أهداف جهاز التعليم العربي ، سياساته ، وتوجه إدارته ، وفي هذا السياق يخلص إلى نتيجة مفادها أن السياق والسيرورة التربوية هما امتداد للسياسات ، وفي هذا الباب يعرض بدائل لتغيير الوضع الراهن بما ينعكس ايجابا على جهاز التعليم العربي ويضعه ضمن سياقه الطبيعي . ويتطرق سامي إلى المعضلة القائمة بين رؤية الذات لدى أبناء الأقلية العربية والفرص الحقيقية في واقعهم القاهر . التحديات التي تحتم على المعلم العربي بناء نموذج لنظرية التحدي ، وهنا يتعمق في تحليل الواقع النفسي للطالب العربي إذا يؤكد أن الواقع : " يفرض تحديات خاصة أمام الطالب العربي ، ففي حين يكرس أبناء القرية طاقاتهم لكل نشاط من شأنه أن يشكل رافعة لواقعهم المعاش بشكل آني وليس مستقبليا ، وان الانتقال من الواقع القروي في حالة الأقلية العربية والتقليدية إلى واقع الحداثة ، يؤكد أن القرويين متصلون اتصالا تاما مع المعهود ، وهي العلاقة التي تمنعهم من مجابهة تحديات الحداثة من خلال تشبثهم بالمعهود والمعروف مما قد يشكل عقبة في بناء المستقبل .. وهم في حالة شبه الانتقال هذه من التقليدية إلى الحداثة تتصارع الشخصية العربية بين تحديات الحداثة ومتطلبات التقليدية . المعضلة التي لا يشكل فيها المربي العربي أداة موجهة أو رافعة أو داعمة في ظل هذه التحديات ، بل كثيرا ما يكون سلوكه أيضا وليد تخبط في ظل هذا الصراع " .. ( ص . ( 47-46 ويتناول الفصل الرابع مناهج التربية ومضامينها ، إذ يسوق إلى نتيجة مفادها أن المضامين والمناهج وتوزيع المساقات والملكات والمواضيع يشكل امتدادا للتوجه الفكري والسياسي في الدولة ، وفي هذا السياق يطرح سؤالا : هل
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|