تحليل كتابة تربية العرب في إسرائيل

صفحة: 114

دورا وفاعلية سياسية تذكر بل خضعوا لفعل التهميش والسيطرة وهو ما زاد من هامشية جهاز التعليم نفسه . يكشف الفصل الثاني الديناميكية الداخلية للتشكل الاجتماعي والثقافي لدى الأقلية العربية ، حيث يسلط الضوء على التطور والحداثة التي يمر فيها المجتمع العربي في إسرائيل ، ويبين انعكاس سيرورات الحداثة هذه على متغيرات التعليم العربي ، ويحلل بدراية العلاقة القائمة بين المدرسة والمجتمع ، كما ويعكس الضوء أيضا على دينامكيات التحول الثقافي وصنعها في جهاز التعليم العربي ، هذا عدا عن فعل القوى الخارجية والصدام القائم في علاقة الأكثرية والأقلية ، التي تؤثر بدورها هي الأخرى على جهاز التعليم . من المواضيع التي تتجاذب اهتمامه في هذا الفصل الخلفية الفلسفية والفكرية المنقوصة أو المفقودة من جهاز التعليم العربي ، حيث يتساءل عن أهداف جهاز التعليم العربي ، إن وجدت ، ومن يصمم هذه الأهداف؟ ومن تخدم؟ وما هي الاختلافات ، إن وجدت ، بين أهداف جهاز تعليم الأكثرية وجهاز تعليم الأقلية؟ وهل من الممكن أن تتطابق هذه الأهداف؟ وهل هناك ضرورة لفصلها؟ وإذا كان هناك توجه لفصلها فكيف يؤثر هذا الفصل على الصراع القائم بين الأقلية والأكثرية؟ وفي ظل هذه التساؤلات ، من يتحكم بمن وبماذا في جهاز التعليم العربي في إسرائيل؟ وما هي نوعية الإدارة القائمة وكيف يصمم عملها لخدمة أهداف جهاز التعليم العربي وسياقه الثقافي؟ وهل هناك علاقة تناغم عضوية بين حاجات وتطلعات الأقلية العربية وديناميكية عمل قيادتها التربوية؟ وفي ظل هذا التزاحم السياسي ، إلى أي مدى يتم تسييس جهاز التعليم العربي من خلال قواه الإدارية؟ وفي علاجه لهذه الديناميكية يتعرض إلى انعكاسها على عمل المعلم ، وهنا يتناول معضلة انتماء المعلم العربي من حيث ولائه الى الحمولة ومن ثم ولائه لمجتمعه ، ومدى وعيه للتغير الاجتماعي الذي يمر به هذا المجتمع والتوقعات والتحديات التي تقف أمام المعلمين من حيث تمكنهم الثقافي واستقلاليتهم الفكرية ، وقيمهم المجتمعية وهي عديدة ( التقاليد المجتمعية ، الدينية ، السياسية ، وقيم الخضوع والحمائلية ) كلها قيم مهمة في الحفاظ على الاستمرارية الثقافية ، هذا الصراع بين المضمون والمتغيرات التقليدية والشخصية كلها تنعكس في سلوك المعلم وتشكل لديه تناقضات قيمية معقدة ، هذا عوضا عن الولاء المضاعف : الانتماء القومي كون هذه الشريحة أكثر ثقافة وتنورا من غيرها مما قد يضعف لديها القيم الحمائلية ، من جهة أخرى عليها إبداء الولاء الفعال لدولة إسرائيل؛ وتقع عليها ليس مسؤولية

السابق:  |  التالي