سامي مرعي وفرضية الاتصال

صفحة: 87

الكثير من الطلاب اليهود كانوا يلوموننا نحن الطلاب العرب ، لأننا كنا نتجمع مع بعضنا البعض لتناول وجبة الغداء ، في مقصف الجامعة ، لم يكونوا ليفهموا ما يعنيه لنا الأمر ، كنا نمد احدنا الأخر بالدعم الروحاني بالمساعدة ونسدي لبعضنا النصائح؛ كنا نعي تماما حاجاتنا ووضعنا . وحتى ألان الطلاب فان العرب في الجامعات الإسرائيلية يفضلون قضاء وقتهم سويا . وما زال الطلاب اليهود يلومونهم على تصرفهم هذا ، خاصة في جامعة حيفا حيث اعمل . هذا هو الحال هنالك . حوالي 700 طالب عربي يدرسون هناك أي ما يقارب 50 % من عدد الطلاب الجامعيين العرب في أرجاء البلاد . فهم يعيشون ويجتمعون سويا ، ليس بمقدرة أحد فهم مثل هذه الظاهرة كاليهود أنفسهم الذين استطاعوا المحافظة على هويتهم القومية بسبب التحامهم ببعضهم البعض . كنت العربي الأول الذي خول بالتدريس في جامعة حيفا . ألان ، نحن 6 محاضرين عرب من مجمل 8 في أرجاء البلاد ، اشعر أنني أحقق ذاتي في حيفا وأحقق بعض التوقعات مني ومن مجتمعي العربي في إسرائيل . كوني بروفيسور ، مثلي مثل غيري ، اعمل في التدريس وفي الأبحاث ، ولكن الأمر يتخطى هذين المجالين . في التدريس ، أنا اعلم طلابا عربا ويهودا ، الأمر يعني لنا الكثير نظرا للتحديات والمنافسة التي نشهدها ، فمعنى الأمر هو أننا نحن الأقلية العربية في إسرائيل لسنا متلقين غير فعالين للمعرفة ، الرفاهية والخدمات الأخرى التي تقدمها لنا الأغلبية . بإمكاننا أن نكون فعالين ، وبإمكاننا إفادة أنفسنا وحتى الآخرين . الكثير من المشاكل حول العالم تنم عن رؤية الأقليات نفسها كفئة متلقية وغير فعالة . فهم يعملون على استيعاب مفاهيم الأغلبية ويعملون على تنمية صورة غير فعالة لأنفسهم بدلا من بلورتهم لصورة فعالة وقادرة . العديد من هذه الأقليات أعلنت استسلامها نتيجة للصورة السلبية التي تمكنت الأغلبية من غرسها في نفوسهم ، ولكن الأمر يتعلق بهويتك وبالظروف التي تواجهها ، الانتماء إلى فئة الأقلية يدعو إلى التحدي فالأمر يتعلق بمنظومة ثلاثية الأبعاد : الخلفية الحضارية ، الصفات الشخصية ، الأهداف والظروف الخاصة بأبناء الأقليات . من خلال أبحاثي أتعمق في دراسة تعايش العرب في إسرائيل ، مشاكله ، احتياجاته ، نتائجه والفجوة الموجودة بيننا في مجال التعليم ومناحي الحياة الأخرى بالمقارنة مع الأغلبية اليهودية ، كل ذلك من خلال إدراكي لما هو جيد لمصلحة العرب .

السابق:  |  التالي