sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 86

وفي سنة ، 1968 بعد نجاحي في الامتحان النهائي للقب الجامعي الثاني ، حصلت على منحة قدرها 18000 $ لمتابعة دراستي للقب الثالث في إحدى جامعات الولايات المتحدة ـ جامعة ويسكنس ماديسون والتي كانت غاية في البراعة ، بعد تخرجي من هناك التحقت بجامعة حيفا والتي سأفصل عنها لاحقا . منذ البداية ، طلبت من مديرة سكن الطلاب أن أسكن مع طالب يهودي ليشاركني سكني الجامعي إذا وجد . هي بدورها ذهلت جدا وسألت ، ماذا تعني؟ " كل الطلاب عربا أم يهودا يطلبون السكن مع احد أبناء شعبهم . " حسنا ، ميخائيل كان يهوديا من تل–أبيب والذي كان يتجاهل تماما الأقلية العربية في إسرائيل وحظيت بالسكن معه . في بداية الأمر كنا نتعامل مع بعضنا البعض كغرباء ، ولكن فيما بعد بدأ يشعر بمعاناة الأقلية العربية وحتى انه شارك معنا في مظاهرات عديدة ضد الحكم العسكري ، العديد من الطلاب اليهود كانوا غير مبالين آنذاك ، كنت دائما أفكر بأنه يتوجب علينا نحن العرب توعيتهم لما يجري هنا . لم أشعر أبدا بأنني مجرد حاجة ، ولم أكن قط كذلك ، دائما شعرت بأنه علي تقبل التأثيرات التي تقترح علي ولكن كان علي في الوقت نفسه التأثير في الآخرين ـ أي أبناء الأغلبية ، أنا وميخائيل أصبحنا أصدقاء حقيقيين ، فبالرغم من إقامته خارج البلاد إلا انه ما زال يأتي لزيارتي ، كلما تواجد في البلاد ، فهو أصبح مهتما جدا بالقضايا العربية لدرجة أن أطروحته تتمحور حول " التعاون السهل" ولهذا الغرض بقي نزيلا عند عائلتي لعشرة أيام أثناء اشتغاله ببحثه هذا . خلال دراستي في الجامعة العبرية ، تعرفت على فتاة يهودية وأصبحنا أصدقاء ، ولكنها دائما تجنبت الخروج معي علنا إلا إذا كان الأمر بصحبة عدد من الطلاب في مقصف الجامعة أو ما إلى ذلك . كما يبدو ، أنها كانت تخشى ما قد يقال عنها ، كان ذلك الأمر يزعجني جدا . كنت انوي أن أقول لها بأنني لا أريد أن أكون برفقتها بعد الآن ، ولكن في غضون أسبوع وبينما كنت أفكر في قطع علاقتي معها حدث شيء غريب . مجموعة من الطلاب العرب كانوا يجلسون على العشب الأخضر يتحادثون . فجأة لاحظ احدنا فتاة عربية تتمشى يدا بيد مع احد الطلاب اليهود . توجه الينا قائلا " انظروا إليها" فقلت أنا غاضبا " ماذا جرى لهذه البنت ، لماذا لا تخرج مع احد الطلاب العرب؟"العرب؟ ولكن قبل إنهاء تعليقي هذا فهمت موقف صديقتي اليهودية فنحن البشر إذا لم نكن نتواجد تحت ضغوطات اجتماعية لكانت حياتنا أفضل بكثير مما هي عليه .

دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة