sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 85

جيدا وبنفس مستوى الطلبة اليهود . كلما كنت استمع إلى الطلاب العرب عند ذهابهم إلى أحد البروفسورات محاولا الاستيضاح عن علامته المنخفضة لقلة معرفته باللغة العبرية ( ويتوسل إليه بشكل مميز مباشر ) كنت اشعر باستياء شديد وأتوجه إلى ذلك الطالب موضحا له بأن عليه العمل بكد اكبر وليس التذمر . ألان أدرك بأنني كنت على خطأ لان هذه الاختلافات كانت تثير عددا من المشاكل . فغالبيتنا لم نكن أبناء أقلية فقط ، ولكن كنا من الريف ونفتقر إلى الخلفية الثقافية بسبب تدني جودة مدارسنا . فجأة ، كنا نجد أنفسنا داخل إطار معقد ، غريب وحتى في أوضاع غير متعاطفة البتة . العديد منا لم يستطع إيجاد غرف للإيجار لان العائلات اليهودية لم تقبل تأجير شققها للعرب . على أي حال ، كانت الجامعة هي الجواب لحاجياتنا ، العديد منا منحوا الحق بالسكن في بنايات الجامعة ، أغلبية الطلاب العرب وجدوا ملجأ لهم في مساكن الطلبة أو في الإحياء المسيحية في القدس . الأمر الأخر الذي حثني على تعلم هذا الموضوع هو بحثي المستمر للربط بين دراستي ، لنفسي ولخلفيتي . كلما تعلمنا موضوعا تحليليا جديدا ، أو مصطلحا جديدا ، أو نظرية جديدة أو إستراتيجية جديدة من الممكن تطبيقها ، كنت اتسائل بيني وبين نفسي " حسنا ، كيف يمكن أن يكون هذا الأمر مفيدا لخلفيتي كعربي" في الحقيقة فان مرشدي بروفيسور ( سن . فرانكشتين ) كان يعي هذا الأمر تماما ، كنا نتحدث كثيرا عن الربط بين دراستي وتجاربي . لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى أصبحنا أصدقاء ، اشعر بأن والدي وبروفيسور فرانكشتين ساهما في بلورة مستقبلي التعليمي ، كان والدي يقول لي دائما : " لا تنس من أنت" كلما كنت أغادر القرية متجها نحو الجامعة كنت أتذكر قوله هذا ، وكان بروفيسور فرانكشتين يقول لي : " إذا خسرت انتماءك لمجتمعك ستخسر نفسك ومكانتك في المجتمع ، " كان هذا البروفيسور معروفا جدا داخل إسرائيل وخارجها بسبب توجهاته النظرية والعملية حول علاقة وصلة المتعلم بالجماهير ، وتكرر هذا الموقف في كتبه ومقالاته العديدة . كان له تأثير كبير في حياتي وكانت معرفتي به عزيزة على قلبي . كنت اشعر بأن علاقتنا كانت تتخطى علاقة عربي بيهودي أو معلم بطالبه ببساطة كانت علاقة إنسان بآخر . ومن سخرية القدر أن تجربتي الثقافية والفكرية الجامعة كان لها صلة كبيرة بالاختلاط والاحتكاك مع النخبة المثقفة اليهودية ، ولم تكن للدراسة الابتدائية والثانوية أية علاقة في بلورة شخصيتي الثقافية .

دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة