sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 84

من المؤسسات في أرجاء الدولة ، كانت مؤسسة حكومية ، وبعد سنتين عينت معلما في قريتي وعلمت العلوم الاجتماعية للصفوف العليا ( السابعة والثامنة ،( ولكن لخيبة أملي كانت المدرسة ما زالت على نفس الحال الذي كانت عليه عندما كنت تلميذا هناك ، مع نفس المنهاج ونفس الأجواء الفقيرة ، لم يكن لدي أي خيار آخر الا أن اعمل على قلب المدرسة إلى " مقهى ، " ذلك المقهى كان يتواجد تحت ظل شجرة زيتون بجانب المدرسة ، تعودت على مقابلة طلابي هناك لأناقش معهم مواضيع اجتماعية وحضارية وسياسية معاصرة ، تتماشى مع حاجاتهم الحضارية والنفسية كأقلية عربية . المدرسة لم تكن تعمل على مناقشة هذه الأمور لأنها كانت ( متفجرة . ( ولقد شعرت أن هؤلاء الشباب تواقين لبلورة هويتهم القومية داخل إطار ثقافي وليس من خلال الإعلام الذي كانت تبثه المحطات العربية السورية منها أو المصرية ، مخاوفي هي أن المناهج التعليمية القائمة في هذه الأيام لا تعمل على تطوير حس الهوية الثقافية لدى الطلاب وهو الدور الذي لا يلعبه المعلمون . تعلمت هناك سنتين كاملتين وتمكنت من ادخار بعض المال للشروع بدراستي الجامعية . أين؟ في الجامعة العبرية في القدس ، لماذا لأنها الأعظم؟ في الجامعة كان الرابع من تشرين الثاني ، 1962 عندما بدأت المحاضرات؛ اخترت دراسة التعليم الخاص واللغة العبرية كتخصص ، اخترت الأول ، لأني كنت مدركا بأن مدارسنا تفتقر إلى التعليم الخاص ، خاصة للطلاب الموهوبين ( ونحن بحاجة ماسة إلى كل واحد منهم ،( وفي الوقت نفسه لم تكن لدينا برامج خاصة للوسط العربي مثل هذا الإطار متواجد منذ بداية الخمسينات ( لكلا المدارس- العربية واليهودية والتي تقع تحت إمرة وزارة المعارف . ( اخترت اللغة العبرية كتخصص وذلك لأني أردت أن أتعلم المزيد عن المدنية اليهودية واعتقدت بأنه إذا تسنى لي تدريس اللغة العبرية في المدرسة الثانوية فسأمكن طلابي من نقل البعض من الديناميكيات التي تخص تاريخ اليهود وثقافتهم إلى لغتنا العربية ، كلما تعلمنا أكثر عن الطرق الأخرى كلما تسنى لنا فهم أنفسنا وخلفيتنا ، على الأقل هكذا كان شعوري آنذاك . وما كان يحثني باستمرار طوال دراستي العليا هو أمران : الأول ، كفاحي لأبقى متفوقا وحبي للمنافسة؛ لم يكن الأمر سهلا ولكنه لم يكن مستحيلا أيضا ، ودائما شعرت بوجود الضغط على كاهلي . ثانيا : لأثبت لنفسي ومجتمعي وللأغلبية اليهودية أن باستطاعتي أن أكون طالبا

دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة