|
|
صفحة: 83
دعت لإلغاء هذا الحكم . الفرق الوحيد كان بأننا في بداية الستينات استطعنا الحصول على تصريح لمدة شهر بدلا من الحصول على تصريح لأسبوع واحد فقط ، وبعد ذلك ( 1965-1964 ) أصبح هذا التصريح لستة أشهر . كنت في الصف العاشر في الناصرة عندما اشتركت للمرة الأولى في حركة سياسية ( مظاهرة ) التي نددت بسياسات التمييز العنصري ضدنا نحن الأقلية العربية في إسرائيل . العديد منا ، نحن الطلاب لم يشتركوا بسبب خوفهم من السلطات فلقد كان التصريح الأسبوعي لذهابنا إلى الناصرة غاية في الأهمية لنا ، فحرمان الطلاب منه يوازي حرمانهم من دخول المدرسة ، الكثير من الأهالي نصحوا أولادهم بعدم الاشتراك في مثل هذه الحركات وحتى تجنب الاشتراك بأي نقاشات سياسية ، وكان هنالك تخوف بأن يدرج اسم احد الطلبة داخل " القائمة السوداء" الأمر الذي سيكلفه عمله . العمل الوحيد الذي كان متوفرا لنا ، نحن خريجي المدرسة الثانوية ، وهو التدريس في المدارس الابتدائية التي كانت تحت سيطرة الحكومة . كنت أعود إلى البيت ، في القرية في نهاية كل أسبوع ، لم اعرف ما هو شعور أبي حيال اشتراكي بالمظاهرات ، لن انسى أبدا قوله " – يا بني لا تدع الحياة تمر من جنبك ، استغلها وعشها بالكامل" شعرت بالارتياح الشديد عقب رد أبي هذا . تخرجت من المدرسة الثانوية عام . 1957 في السنة الثالثة عملت كعامل بناء ضد رغبة والدي؛ ببساطة أردت الانضمام إلى آلاف العمال العرب الذين عملوا وعاشوا تحت ظروف غير إنسانية . أردت أن اشعر معهم وان أعاني معهم وان أجرب معنى العمل الجسماني الصعب والذي لم أتعود عليه بحكم كوني ابنا لعائلة غير مزارعة بعكس غالبية العائلات في القرية – بالرغم من كل الألم شعرت بالفخر– الفخر الشديد ، وإن أكثر اللحظات التي شعرت فيها بالاعتزاز كانت عندما كنا نياما على الأرض ، تغطى بحرام واحد وفاجأنا عدد من اليهود الذين أسرعوا بتهديدنا وبشتمنا . شعرت بالفخر الشديد عندما قام العمال بملاحقتهم وجعلوهم يفرون منهم خائفين . ربما بالغ زملائي بالأمر عندما أصروا على اللحاق بهم حتى امسكوا بعدد منهم وأوسعوهم ضربا ، ولكن بالنسبة لنا ، لم نكن لنتحمل المزيد من الذل والاهانة ، هذا الحدث كان حديث الكثير من القرويين في منطقتنا لأسابيع متتالية . في أيلول 1958 التحقت بدار المعلمين العرب في يافا ، والتي كانت كمثل غيرها
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|