|
|
صفحة: 81
هذه الحركات على تعزيز الترابط بين إتباعها ، ولعل أكثر الأمور التي أثارت انطباعي كانت نجاح هذه الحركات في تنمية حس قوي من الالتزام بين أعضائها . كل ذلك دون أن أوافق مع مثل هذه الحركات لا فلسفيا ولا عمليا . تجاربي التي خضتها في الكيبوتس مكنتني من بلورة مفاهيمي حول هؤلاء الذين واجهتني مشاكل معهم– الصهيونية وخاصة المتشددين منهم . في المدرسة الثانوية ، معرفتي ووعيي لنفسي بكل ما يتعلق بالصهيونية ازدادت وضوحا . المدرسة الثانوية والتعليم بعد انتهاء ذلك الشهر الذي قضيته في الكيبوتس رجعت إلى البيت ، وبدأت أحضر نفسي للذهاب إلى المدرسة الثانوية في الناصرة . تطلعت للذهاب إلى هناك ليس فقط بسبب أن حديثي السن يبدأون يشعرون برجولتهم عند دخولهم أبواب المدرسة الثانوية ولكن ايضا والأهم هو أني ساسكن في مدينة كل العرب- الناصرة . وفي نفس الوقت نفسه كنت أتوقع من المدرسة الثانوية أن تكون تجربة غنية أكثر من المدرستين الابتدائية والإعدادية . كانت المدرسة الثانوية في الناصرة تابعة للبلدية هناك ، أنا أؤمن بشدة بأننا نحن الفلسطينيين – الإسرائيليين ندين بالكثير لهذه المدرسة . أولا ، موقع هذه المدرسة داخل مجتمع عربي كبير وذي وعي سياسي متحضر عزز لدينا الشعور بعروبتنا بكل ما في الكلمة من معان . ثانيا ، حضر إلى هذه المدرسة طلاب من جميع أرجاء البلاد . من غرب وشرق الجليل ، من منطقة المثلث ( شرقي البلاد ) وحتى من الطلاب البدو من قبائل صحراء النقب . كما كان هنالك مسلمون ، مسيحيون ودروز . في تلك المرحلة كان العرب في إسرائيل مقسمين حسب الانتماء الديني ، والذي زاد الأمر سوء هو التقسيم الجغرافي الذي كان سائدا أصلا ، هذه المدرسة قدمت خدمات جما وذلك بتوحيدها لفئات مجتمعنا . فحتى ذلك الحين لم يتسن لي مقابلة شاب بدوي ولا حتى لقاءات عميقة مع شباب من منطقة الجليل . بعد أن شحنت نفسي بالكثير من التحديات والتجارب العديدة بسبب مكوثي في الكيبوتس وبعد شعوري بالملل الشديد عقب نشأتي في القرية ، كانت حياتي الجديدة في الناصرة هي كل ما أنا بحاجة إليه . حتى انه كان عندنا عدد من المعلمين الشجعان والذين كانت لديهم الجرأة لانتقاد المعاملة السيئة التي كان يتلقاها العرب في إسرائيل ، وكانوا يقومون بذلك خارج نطاق المدرسة خاصة في احد المقاهي حيث تعودنا نحن الطلبة أن نلتقي . هذا المقهى الذي حظي
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|