|
|
صفحة: 80
كانت ملكا لهم وألان هي تابعة للكيبوتس . شتمت نفسي ولمت أبي والذي قال لي فيما بعد : " على الأقل أنت تعرف ذلك الآن ، اليس كذلك؟ . "كذلك؟ في أثناء في الكيبوتس ، تعرفت أكثر على ماهية الصهيونية . حتى ذلك الحين كنت اسمع الكلمة دون أن أعي معناها حتى قام أعضاء الكيبوتس يشرحها لنا بأنها تمثل الحركات اليهودية القومية . في أحد النقاشات ، حاول احد قادة الشباب اليهود توضيح أنهم اضطروا بالقدوم وإلى وضعهم هنا وانه من سوء الحظ أن الأمم المتحدة تحلل حربا بينكم وبين شعبنا . وأضاف بأن الأهداف الحقيقية للمخيم ، تحديدا ، هي بناء الصداقة والفهم المتبادل . ازداد اضطرابي واصطراعي : " ولكن كان هنالك أناس يقطنون هذه الأراضي" وكان يقول " من سوء حظنا ما حصل ولكن لم يكن لدينا خيار آخر" ولكن " عائلة محمود كانت تمتلك هذه الأرض وكانت تعتاش منها " شعر بالذهول ورد علي قائلا " – لماذا لا نعمل على نسيان الماضي والتركيز في المستقبل" كنت أفكر بيني وبين نفسي " يا رجل عندما تكون أنت الفائز تستطيع نسيان كل شيء وحتى أن تطلب من الطرف الخاسر عمل نفس الشيء " ولكني لم أجرؤ على التفوه بهذه الكلمات . كذلك علمت بأن اليهود كانوا أقلية مطاردة في أرجاء كثيرة من العالم وخاصة في أوروبا وكيف أن هذه الصعوبات زادت من اهتمامهم يبعضهم البعض ومن وحدتهم . لم استطع هضم القصص التي كانت تحكى عن إعدام اليهود في أوروبا . فقد كان الأمر مؤلما جدا لدرجة أنه كان من الصعب تصديقه ، ولكنني في مرحلة ما ، أصبحت أكثر تعاطفا مع اليهود وفي نفس الوقت كان يصعب علي فهم لماذا جاء حل قضيتهم على حسابي أنا وأمي وشعبي . وللمرة الأولى في حياتي ، مكثت في الكيبوتس ، سكنت مع اليهود أكلت ، عملت ، درست ، غنيت ، رقصت وانخرطت في جدالات مع اليهود . الكثير من مخاوفي تلاشت ، شعرت بالأمان على الأقل من الناحية الجسدية ، أما على الصعيد الشخصي والحضاري فقد كنت اشعر بتحد اكبر ، تمكنت من فهم أمر آخر وهو الفرق بين الصهيونية واليهودية ، بالنسبة لي الفرق لم يكن واضحا جدا ، ولكن مع مضي السنوات الفروقات أصبحت أوضح خاصة بعد لقائي بروفيسورات وطلاب جامعيين غير الصهيونيين ، عددهم لم يكن كبيرا ولكن بفضلهم تمكنت من معرفة الفرق بين تلكما الفئتين . والصورة التي كونتها عن اليهود غير الصهيونيين كانت نتيجة لتجاربي التي خضتها معهم ، لم نواجه صعوبات في التعامل مع بعضنا البعض خاصة صعوبات قومية . تعلمت الكثير من الأمور عن الحركات الصهيونية وأصبحت مهتما كثيرا بقدرة
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|