سامي مرعي وفرضية الاتصال

صفحة: 77

المصباح ليتسنى لهم رؤية طريقهم إلى البيت ولكن قبل ذلك ركضت صوب أمي لأنقل لها الخبر السار . دخل الطبيب إلى داخل البيت والجميع لحقوا به إلى الغرفة التي اضطجع فيها أخي ، ولكنه قام بإخراج الجميع . جدتي ، ووالدي ، وأمي وأنا من سمح لهم البقاء في الداخل . كان هنالك نوع أخر من التوتر هنا ليس بسبب عدم وثوقي أنا وسائر سكان القرية بهذا الطبيب– فجميع أفراد القرية وثقوا به ، ولكن الجميع كانوا بانتظار ما كان سيقوله الطبيب عن حالة أخي ، لم يستطع احد أن يتنبأ ماذا كانت مشكلة أخي ولكن الجميع كانوا مدركين ان الأمر كان غاية في الجدية . جدتي كانت تجلس على السرير الأخر وتصلي . غالبا ما كانت تقول عند توجهها إلى الله : " يا الهي ، لا تجرح هذه المرأة مره أخرى يكفي ما حدث لها . " ما كانت تعنيه هو أن أمي عانت بما فيه الكفاية بسبب انقطاعها عن عائلتها . الطبيب أنهى فحصه لأخي وخرج مقطب الوجه ، نصح والدي أن نأخذ أخي إلى مستشفى رمبام في حيفا على الفور ، قام بإعطاء أخي حقنه وذهب بمعية الجميع إلى غرفة الضيوف ليحتسي فنجان القهوة ولينتظر بضع دقائق حتى نقرر ما ينبغي عمله . عمي نظر إلى أبي قائلا " – حسنا ، ماذا تنوي أن تفعل يا خليل؟ مكتب الحاكم العسكري قد أغلق ولن يتسنى لك السفر إلى حيفا . " أجاب أبي في غضب – " اللعنة على الحاكم العسكري وعلى حكومته جميعا ، " هدفي كان أن أصل الى هناك بأقصى سرعة حتى لو كان النتيجة دخولي السجن ، بالرغم من تأكدي بأنه لن يكون باستطاعتهم عمل ذلك ، فبإمكانهم تغريمي وسأدفع المبلغ الذي يطلبونه . " وجه الطبيب تغير ، فجأة رسم على وجهه ابتسامه عريضة . وحاول تهدئة أبي ، قائلا : " حسنا في مثل هذه الحالة سأصطحب ابنك في سيارتي إلى المحطة ، ومن هناك تستأجر سيارة أجرة تأخذنا إلى المستشفى في حيفا . " الجميع شعر بالارتياح وغادروا المكان بسرعة ، أمي وأخي ، أبي وأحد أبناء عمي . لازمت البيت مع بقية أفراد أسرتي ، بعد برهة خلد الجميع إلى النوم إلا أنا فقد بقيت مستيقظا ، كانت الأفكار تتصارع في ذهني – أخي وصحته ، أمي المسكينة ، الحاكم العسكري ، عدم وجود طرق معبدة لقريتنا ، سيارات ، أطباء ، عرب ويهود ..... ولكن الأكثر من هذا كله شغل بالي ذلك الطبيب – يا له من رجل رائع .. فذلك الطبيب خاطر بالقدوم بسيارته إلى هنا ، فالسيارات آنذاك كانت نادرة الوجود

السابق:  |  التالي