|
|
صفحة: 45
مستشارا لمشروع " براعم السلام" الذي هدف الى تطوير العلاقات العربية – اليهودية ، وعضوا في اللجنة الثلاثية في مؤسسة فان لير لبرامج التعايش السلمي ، كان يعمل من أجل تغيير فعلي عن طريق التربية- لخلق ظروف أفضل للتعايش السلمي بين الشعبين . لم يلوح سامي بشعارات التعايش ولم يرددها مجرد أقوال تروق للبعض بل آمن بها وعمل من أجلها ليس من منطلق العدمية القومية ، بل الانتماء الفلسطيني الصريح ، لأن التعايش لا يقوم بين أكثرية قومية وأقلية معدومة الهوية بل بين قوميتين في ظروف معينة . لقد أراد سامي أن يحقق مجتمعا عربيا متماسكا ومتصلا مع ركب الحضارة الانسانية الحديثة ، دون ضياع الهوية ، بل من خلال التأكيد على ضرورة الأصالة ومخاطبتها للحداثة ، يستمد المجتمع قوته من جذوره ويشمخ عاليا يقود ولا يقاد من خلال ثورة فكرية وفاعلية مستنبطة من الأصالة . ولقد أكد في مقابلة صحفية معه : " التربية اليهودية تقود للتأسيس لهوية وطنية وصهيونية ، أما التربية العربية فتقود إلى شرذمة الهوية الوطنية ، والمخطط اليهودي يطمح إلى أن يعد عربيا خانعا ، مبتور الهوية ، وغير مبادر ، فلدينا لغة تعليم عربية وليس هوية عربية وطنية ، وهذا هو الارهاب الفكري والتربوي" . ( 28 ) والحقيقة أن المواضيع الثلاثة المذكورة كانت قد عبرت عن سامي في المرحلتين الأوليين- بمعنى انه كان قد ناقش الأفكار الرئيسية مع الأصدقاء وطرح ذلك في ندوات – وكان المتوقع أن يكتبها في أبحاث لنشرها ، ولكن الموت المفاجئ عاجله وحال دون تحقيق مراده . الأرض والوطن والوعي : كان سامي حساسا جدا للأرض والوطن ، والقضية الفلسطينية ، وكان يتحول إلى شاعر يتغنى بالوطن والى يقظة فكرية تتصور المستقبل الأفضل للفلسطينيين ، وتخطط له وتنتظر الآتي بتفاؤل كبير مما كان يدفعه إلى محاولات جادة مستمرة إلى أن " يطرق وعي شعبنا - " كما كان يقول – بمحاضراته وكتاباته ونشاطاته . كان يرى أن " الأرض وطن والوطن وعي والوعي وجود ، والوجود يرقى ويتحقق لينعكس على الأرض والوطن وهكذا فالالتحام عضوي أبدي" . ( 29 ) . 28 مقابلة أجرتها معه بنينا رابين في صحيفة دفار بالعبرية ، . 1983 / 04 / 11 . 29 أنظر : مرعي ، سامي . ( 1985 ) التربية والثقافة والهوية . المواكب ، 4-3 ص . 78
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|