سامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة

صفحة: 42

والإطارات السياسية ( وهذه الاجتهادات والإطارات متأثرة بالرؤية الطبقية عن وعي صريح ، أو حدس بذلك الوعي ،( ولكنها تشترك في مسيرة تحررية واحدة . ويؤكد سامي على ضرورة أن يتجاوز التحرير هذه الإطارات " ليصل إلى أعماق الشعب ويدفع قطاعاته المقهورة إلى تحريرها ليس فقط السياسي بل الاجتماعي والاقتصادي أيضا وبهذا يحرر الطفل والفقير والمرأة من القهر الخارجي والداخلي على حد سواء . " يبدأ من تحرير الطفل من القهر ، ولا أريد أن أتوسع هنا في هذا المضمار حيث يقاسي أطفالنا من تراث طويل من الكبت والقمع في البيت والمدرسة والشارع ، ولا بد أن تشن حملة من التوعية للآباء والمعلمين والمربين للتعامل مع الطفل كإنسان له كرامته وحقوقه في بناء شخصية تتمتع باحترام الذات والشعور بالمسؤولية والإقبال على العمل والإبداع . ولا يتحقق ذلك بدون رؤية شاملة ترى في الطفل كنزا ، وترى في تربية الكرامة فيه وتحريره من الخوف والارتباك وبناء شخصية واثق من ذاتها – قيمة وطنية أساسية . اما التأكيد على تحرير الفقير سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، ففي ذلك يبلور سامي أبعاد رؤيته الطبقية ، ويستعمل صياغة عامة منسجمة ، وتعددية الإطارات في المسيرة التحررية . إلا أن التأكيد الطبقي ودينامكيته التحررية تتخذ مركزيتها في الرؤية العامة . وأما السعي إلى تحرر المرأة من القهر الخارجي والداخلي فكان أمرا صميما في رؤيته الاجتماعية التحررية ، وفي ممارسته . وله دراسات وأبحاث في دور المرأة . إلا أنني أريد أن أشير هنا إلى مدى حساسيته لمشاركة المرأة في مختلف الميادين الاجتماعية ، في فعاليات " المواكب" في " مؤتمر الفكر الفلسطيني" وغير ذلك من الظروف كان يهتم أن يكون للمرأة دور واضح ويسعى إلى أن لا ينسى ذلك الدور . وإذا نظرنا إلى مجموع القطاعات المقهورة التي يوجه إليها سامي اهتمامه : الأطفال والفقراء والمرأة أدركنا معنى دعوته أن " التحرير كهدف ديناميكي يجب أن يتعدى الأبعاد السياسية المؤطرة ليصل إلى أعماق الشعب . " ويعلق بروفسور رمزي سليمان على تميزه البحثي : ( 24 ) " سامي كتب عن الهوية ، عن التربية والاستشارة ، كان له تميز في بنائه ، توجه استشاري متميز في مركزه ، وتألق . 24 مقابلة سابقة الذكر .

السابق:  |  التالي