مدخل وخلفية

صفحة: 17

هذا المجال أوضح أن " السياسات التربوية والثقافية في إسرائيل هي وسائل إيديولوجية استقتها المؤسسة الصهيونية لمحو الهوية الثقافية والقومية لدى العرب في إسرائيل من أجل تحويلهم إلى مجموعة سكانية عشوائية مفككة تأكلها الحساسيات الطائفية والطبقية " . ومن أدواره النشطة والمهمة سعيه المتكرر والمتواصل لإقامة جامعة عربية ، وهو من أوائل من دعوا لهذه الفكرة ، وفي هذا الشأن أكد أن " العرب في إسرائيل متميزون قوميا وحضاريا ومن حقهم إقامة جامعة تنطق بلغتهم وتبحث ظروفهم وتوجه تطورهم في إطار من الأصالة والتجديد بما يتفق وتميزهم النوعي . " ومن إسهاماته إجراء أبحاث مقارنة بين فلسطينيي الداخل والأراضي المحتلة والشتات ، ومنها مقارنه تطور التعليم العربي التكنولوجي مع جهاز التعليم العبري ، ومحاولة الغوص في طرائق التعليم من خلال الاكتشاف ، وأهمية الوعي كآلية ووسيلة للتمكن من جهة والمجابهة من جهة أخرى ، كما تناول التفكير الإبداعي مقارنا بين تعليم الفلسطينيين في إسرائيل وفي المناطق المحتلة عام ، 1967 وهو من وثق للتعليم العربي من خلال بحثه : " حقائق واتجاهات حول تطور التعليم العربي في إسرائيل" إلى جانب مشاريع بحثية أخرى باللغة الانجليزية ، أهمها كتابه الذي ما زال مرجعا أساسا ، وقد نشر في جامعة سيراكيوز في الولايات المتحدة تحت عنوان . Arab Education in Israel ولا بد من التطرق في هذا الباب إلى التوجه الفكري للدكتور سامي مرعي الذي تمثل في صراعه مع المؤسسة الإسرائيلية بشكل عام وجهاز التعليم بشكل خاص ، في محاولته الدائمة لتأكيد هوية الطالب العربي من خلال أبحاثه في سياسات التعليم ومناهجه ، وهو ما نستشفه من توثيق بروفسور يوفال درور لمركز بحث التعليم العربي في جامعة حيفا وتنميته . يحمل هذا الكتاب عنوانا ذا دلالات واضحة على فكر سامي مرعي ، أما مادته فتقسم إلى أربعة فصول رئيسة يتمحور الفصل الأول منها حول مقابلات وذكريات وآراء عنه نقلت عن أهله وأصحابه وزملائه ، تعرفنا بسامي مرعي الإنسان والباحث بين التنوع والأصالة ، ونوظف في هذا الفصل نظرية الصراع والمعضل ، حيث نتناول ثلاثة أصوات نتعرف من خلال الصوت الأول على هويته ، ونتناول في الصوت الثاني إنتاجه البحثي وتفاعله المجتمعي ومكانته في الحيز الجماهيري ، أما في الصوت الثالث فنقدم للقارئ تحليلا لفكره وخطابه الاجتماعي والتربوي وروافده وانعكاسهما على حالة الفلسطينيين العرب في إسرائيل خصوصا والمجتمع الفلسطيني عموما . ونكشف في الفصل الثاني عن أفكار سامي من خلال تدوينه لسيرته الذاتية ، وتعاطيه مع فرضية الاتصال ، وقضية الهوية من خلال مذكراته التي لم تنشر

السابق:  |  التالي