|
|
صفحة: 9
سامي الذي لا ينسى التقيته في خريف سنة 1962 أمام مكتب تسجيل الطلبة في الجامعة العبرية في القدس . كان شابا أسمر مرفوع الرأس بشموخ العزة ، وفي يده غليون ينفث دخانه في هواء القاعة . كانت تلك لحظة طيبة تعرف فيها كل منا إلى الآخر ودام هذا التعارف حين سرنا معا في خطين متوازيين في الدراسة ، هو في علم النفس التربوي واللغة العبرية ، وأنا في قسم اللغة العربية واللغة الانكليزية وآدابها . ثم سافرنا إلى الولايات المتحدة ، هو إلى وسكنسن وأنا إلى لوس أنجلس ، ثم عدنا لنعمل معا في جامعة حيفا ، كل في مجال تخصصه . لم تنقطع العلاقة بيننا منذ تعارفنا . سكنا معا مدة سنة في مساكن الطلبة في القدس . عملنا معا في جامعة حيفا وكنا معا في الحركة التقدمية ، وذهبنا معا لعرض فكرة إنشاء جامعة عربية في الجليل على لجنة المعارف في الكنيست ، فكرة بنيناها على أساس أكاديمي لمواجهة الصعوبات التي يلاقيها الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية ولتلبية احتياجات المجتمع العربي وتطويره . كانت حينها السيدة أوره نمير رئيسة تلك اللجنة ، وقد أجابتنا بعد أن سمعت ما عرضناه قائلة : " لا نريد بير زيت ثانية " ، لأن جامعة بير زيت الفلسطينية كانت مصدر قلق ومتاعب لأجهزة الأمن الإسرائيلية . هكذا ، وبتفكير أمني بعيد عن المفهوم الأكاديمي الهادف قتلت الفكرة في حينه . واليوم حين أذكر سامي أذكر إنسانا طيبا ومثقفا واسع الثقافة ، ومفكرا مبدعا ملأ الفضاء فكرا وعطاء ، ومحاضرا أحب عمله وأخلص له إخلاصه لطلابه ولجمهوره . لقد اكتسب سامي ثقافة واسعة نتيجة دراساته وتجاربه واتصالاته في داخل البلاد وخارجها . درس في دار المعلمين العرب حين كانت في يافا ( من سنة ( 1960-1957 ثم درس فيها فيما بعد في حيفا ، وكان معلما في مدرسة ابتدائية ، وبعد أن حصل على شهادة الدكتوراه في علم النفس التربوي انضم إلى قسم التربية في جامعة حيفا ، ومن هناك انطلق لتحقيق أهدافه العلمية والعملية . لم يكن همه العمل الضيق داخل إطار التدريس الأكاديمي بل تطلع
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|