|
|
صفحة: 64
ومصاعب الحياة اليومية للأقلية العربية الفلسطينية بعد حرب العام ، 1948 لتحقيق هدف سلبهم مصادر أرضهم وهويتهم القومية . كان الحكم العسكري الذي فرض ، في تشرين الأول ، 1948 الجهاز المركزي الذي ساعد على تحقيق الهدف الأول . فخلال فترة وجيزة تم تأميم معظم الأراضي العربية التي نقلت ملكيتها من أيد عربية إلى أيد يهودية . وقد نجحت الدولة بوسائل مختلفة في “ تبرير “ هذه المصادرات المكثفة التي أسهمت في خلق تبعية اقتصادية تامة للأقلية العربية بموارد يهودية . أما جهاز التعليم والإعلام فقد كانا الوسيلتين الأساسيتين لتحقيق الهدف الثاني . فقد سعت الدولة إلى تحقيق الأمر ذاته في مجال الثقافة والهوية . فقد كان على الأقلية العربية الفلسطينية أن تتحول إلى “ عربية إسرائيلية “ خاضعة للنظام الاثني السياسي المقصي ، الذي حاولت الدولة ترسيخه . كان على هذه الأقلية أن تتحول إلى “ هادئة “ وتقبل “ مصيرها “ ضمن مشروع بناء الأمة الهائل للدولة الإسرائيلية ـ اليهودية . كما أسلفنا ، كانت الصحافة أحد الأجهزة الأساسية للترويج لفكرتي التسليم بإسرائيل و “ الهدوء . “ فقد سعى الإعلام الخاضع لسيطرة الدولة إلى بناء حيز عام ودود للمشروع الصهيوني لبناء الأمة . لعب يهود من أصل شرقي دورا هاما في تحقيق هذا الهدف ، من خلال ترسيخ الانطباع بأن الخدمات التي وفروها إنما كانت لسد الاحتياجات الحقيقية للمجتمع العربي نفسه . مؤسسات صحفية مختلفة ، وبالأساس صحيفتا “ اليوم “ و “ الأنباء “ اليوميتان ، تحولت إلى منبر مركزي تم بواسطته تحقيق هذا
|
مركز اعلام
|
|