|
|
صفحة: 60
اعتمدته الدولة . كتاب وشعراء معروفون وذوو مكانة في أوساط النخبة القومية العربية في حينه ، أمثال راشد حسين ، وفوزي الأسمر ، وراسم بيادسة ، ومحمد وتد ، وآخرين ، كانوا صحفيين فاعلين في “ المرصاد “ وحولوها إلى صحيفة جذابة استطاعت أن تعبر بمدى كبير عن احتياجات المجتمع العربي من خلال فرض تحد على الهيمنة السياسة الإسرائيلية ، لكن من دون الدخول في تفاصيل نظام السيطرة الثقافية الإسرائيلية ، الأمر الذي كان سيؤدي بهم إلى مواجهة مع الطابع اليهودي للدولة وتوجهها الصهيوني . إلا إن التمييز بين المستوى السياسي والثقافي لم يعبر عنه صراحة ، فمجرد الابتعاد عن المواجهة مع مسألة الهوية العرقية ـ القومية للدولة يؤكد هذا التمييز . انعكس الأمر على شكل نقد شمولي للحكم العسكري وللتمييز في توزيع موارد الدولة ، دون التعامل مع الأيديولوجيا الرسمية للدولة ومع هويتها العرقية كمسببين أساسيين للتطبيقات في المستوى السياسي . كتب هؤلاء الصحفيون زوايا وتقارير شكلت تحديا للمواقف الرسمية كما تم التعبير عنها في صحيفة “ اليوم ،“ هذا من جهة ، وللمواقف الشيوعية كما عبرت عنها شخصيات مركزية في “ الاتحاد ،“ مثل إميل حبيبي وإميل توما ، من جهة أخرى . مجرد وجود “ المرصاد “ عكس الذكاء في المراقبة الثقافية التي اعتمدها جهاز السيطرة الإسرائيلي ، الذي أتاح وجود مؤسسات إعلامية شكلت منبرا لأفكار نقدية عربية ، ولكن من خلال تأطيرها ضمن إطار مفهومي منح الشرعية لوجود الدولة اليهودية . ومن هنا فإن السلطات نجحت في الظهور بمظهر الدولة الليبرالية دون أن تفقد قدرتها على تفعيل سياسة الضبط والمراقبة . كذلك ،
|
مركز اعلام
|
|