صحافة عربية بديلة

صفحة: 56

من إمكانيات الانخراط في سوق العمل ، فإن تأثير جهاز الأمن العام على شخص كمعارض انطوى على دفع ثمن باهظ ، مثلا من ناحية تشغيلية ، وحرية التنقل وما إلى ذلك . عامل آخر ممكن هو أن الصحيفة عبرت عن مواقف الحزب السياسية المعارضة في واقع اجتماعي جرت فيه منافسة شديدة يومية على التأييد السياسي للمواطنين الفلسطينيين بين حزب السلطة “ مباي ، ” وبين أحزاب المعارضة وعلى رأسها الحزب الشيوعي وصحيفته ، واستعملت السلطة في إطاره “ اليوم” و”الأنباء” لاحقا كمنبر لتدعيم مواقفها . القوائم العربية الانتخابية والناطق غير الرسمي بلسانها ، صحيفة “ الأنباء ،“ عملت كوكلاء إخافة وتهديد في المجتمع العربي ، بهدف الفوز بتأييد الجمهور العربي لحزب السلطة والقوائم العربية المرتبطة به . ( Jamal ، 2006 ) تحول قادة هذه القوائم إلى وسطاء بين وكالات الدولة وبين الجمهور العربي ، وأقاموا شبكة واسعة من المحتاجين لخدماتهم ، استندت إلى شبكة سرية من المخبرين ( كوهن ، . ( Lustick ، 1980 ؛ 2006 امتلك القادة التقليديون للقوائم العربية ، بين العام 1949 وحتى نهاية السبعينيات ، قوة سياسية كبيرة في المجتمع البطركي ، واستندوا بالكامل على وكالات الدولة لسد الاحتياجات اليومية مثل العمل وتوفير الماء والكهرباء وإقامة مدارس وتصاريح التنقل ، وغيرها . وأثرت “ الحرب” الدعائية التي شنوها ضد الحزب الشيوعي وأنصاره على مكانة “ الاتحاد ، ” وهددت القراء الاحتماليين للصحيفة . عامل آخر حد من انتشار “ الاتحاد ، ” ويجدر ذكره هنا ، . 59 مقابلة شخصية مع سالم جبران ، محرر الاتحاد في السنوات بين 1988 ـ ، 1992 الناصرة ، . 10 / 3 / 2009

السابق:  |  التالي