صحافة عربية بديلة

صفحة: 48

للفلسطينيين في مخيماتهم ومواقع لجوئهم . عبر كتابها عن آراء صريحة مؤيدة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بموجب خطة التقسيم . ولكنهم سارعوا إلى التأكيد على أن دولة كهذه إنما تخدم في نهاية المطاف أمن إسرائيل ، وأنه خلافا للموقف السائد لدى قيادات الدولة ، فإن دولة فلسطينية لن تهدد وجود إسرائيل وإنما ستمنحها الشرعية كونها تؤكد على قرار التقسيم الذي تحدث عن حل الدولتين . القبول بخطة الأمم المتحدة للتقسيم ، وكمحصلة لذلك ، بوجود وأمن دولة إسرائيل ، تحول إلى بديهة أيديولوجية أساسية في خطاب الحزب الشيوعي ، عبرت عنها “ الاتحاد” من خلال الترويج لحل الدولتين لشعبين . مثال لافت على هذا ، كما سأبين هنا ، هو النقد الذي نشرته الصحيفة بخصوص السياسات الإسرائيلية . عبرت الصحيفة عن الخط السياسي للحزب ، حيث يكون على إسرائيل ، بموجبه ، أن تلائم نفسها للرؤيا الواردة في وثيقة الاستقلال التي وقع عليها مئير فيلنر ، أحد الأعضاء اليهود القياديين للحزب الشيوعي ، والتي تقضي بأن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية وأن تحترم حقوق مواطنيها بدون اعتبار لفارق الدين أو العرق أو الجنس . في الوقت ذاته ، عبر قادة شيوعيون عرب عن مواقفهم الوطنية بلغة مدنية شمولية نتجت عن إيمانهم بإمكانية التعايش العربي اليهودي المشترك والمتساوي في إطار دولة إسرائيل ، كما نتجت أيضا عن الضغوطات السياسية والقضائية التي مارستها أجهزة أمن الدولة المختلفة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر ، ومن أهمها الضغط على بعض قيادات الحزب اليهود المقربين من

السابق:  |  التالي