صحافة عربية بديلة

صفحة: 44

الخاصة إلى أراضي دولة كهدف أساس لنقدها . ( Nahas ، 1976 ) ومنذ العام 1948 دعت الصحيفة إلى إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى أماكن سكناهم الأصلية . في ضوء هذا يسأل السؤال : إذا كانت “ الاتحاد” تحولت إلى صوت ممانع ، لماذا سمحت السلطات الإسرائيلية بإصدارها ، في وقت كانت فيه هذه السلطات نفسها تبحث عن وسائل مختلفة للسيطرة وقمع الفلسطينيين الذين بقوا ضمن حدود الدولة؟ من بين تشكيلة التفسيرات لهذا الوضع نشير إلى أربعة : الأول ، لأن السلطات كانت معنية بصحيفة ناطقة بالعربية أيدت قرار التقسيم وإقامة دولة إسرائيل وهاجمت القيادة العربية في الدول المجاورة واتهمتها بالقومجية والرجعية . تفسير آخر ، هو أن السلطات الإسرائيلية كانت معنية بخلق وهم ديمقراطي لغرض الفوز بتأييد العالم . أما التفسير الثالث فيتعلق بكون الصحيفة تحولت إلى ناطقة باسم حزب سياسي يهودي ـ عربي ممثل في الكنيست . رابعا يمكن أن السلطات الإسرائيلية أرادت أن تترك حيزا للنقد متاحا للجمهور الفلسطيني على نحو يمكن مراقبته . من هذا المنطلق يجب الفصل بين السماح بصدور الصحيفة من جهة ، ومراقبتها بشكل دائم من قبل السلطات الإسرائيلية ، خصوصا جهاز “ الشاباك ، ” من جهة أخرى . وبرأي هذا الكاتب إن كل الامكانيات السالفة ، صحيحة وهي مجتمعة تشكل التفسير المتكامل لهذا السؤال . وكما يوضح هذا الجزء من هذه الأطروحة ، ليس في هذه الأمور ما يقلل من أهمية الدور الفاعل والمصيري الذي لعبته “ الاتحاد”

السابق:  |  التالي