إقامة هيئات تصنيع الموافقة: الصحافة بالعربية

صفحة: 40

أن الفلسطينيين اليوم هم أقلية في دولة يهودية باقية أبدا . منذ أواسط الثمانينيات رأى غالبية الفلسطينين في مواطنتهم الإسرائيلية حقيقة ، وذوتوا مكانتهم كأقلية في دولة تحكمها أغلبية إثنية مهيمنة يهودية ،( Smooha ، 1989 ) ورغم سماع أصوات معارضة من جهة حركات سياسية صغيرة ، مثل حركة الأرض في الستينيات ، وأبناء البلد في سنوات السبعينيات ، فإن الخطاب السياسي العربي داخل إسرائيل تحول في أساسه إلى مؤسرل بمجرد قبوله قوانين اللعبة وعدم اعتراضه على هوية الدولة اليهودية . ( Bishara ، 2003 ) وعليه ، لن يكون دقيقا أن ندعي أن مثل هذه المحصلة السياسية هي نتيجة للسياسة الإعلامية للمؤسسات الصحفية العربية الرسمية وحدها؛ ومع هذا فإننا لا نستطيع أن نتجاهل دور هذه المؤسسات الصحفية كجهاز لإنتاج إطار مفهومي بديل بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين . قراء “ الأنباء” “ الطبيعيون” من بين العرب مواطني إسرائيل انتموا إلى ما يسمى في الأدبيات المتصلة بالمجتمع العربي “ النخب المتكيفة” . ( Layish ، 1975 ؛ Landau ، 1993 ) على الرغم من أن قراءها لم يقرأوها بإرادتهم ، خاصة المدرسون في المدارس ، الذين تم إقناعهم بمطالعة الصحيفة ، إلا أنهم في نهاية المطاف تعودوا على حضورها . وبما أن “ الأنباء” حاولت أن توفر منبرا لأولئك الفلسطينيين الذين آمنوا بجهود الدولة لتحسين شروط حياة المجتمع العربي ، فقد شكلت الصحيفة قوة جذب للقراء ذوي الطموحات . فقد تحولوا إلى . 47 اقرأ عن مدلول هذا التوجه : عزمي بشارة . ( 1996 ) ” العربي الإسرائيلي : قراءات في الخطاب السياسي المبتور ،“ لدى : بنحاس غينوسار وآفي برئيلي ( محرران ) الصهيونية : حوار راهن . سديه بوكير : مركز تراث بن غوريون ، ص . . 339-312

السابق:  |  التالي