الصحافة الفلسطينية – خلفية تاريخية

صفحة: 19

بين الفلسطينيين وموطنهم فقط ، بل ومحو الذاكرة التاريخية لبيئتهم . ( Jamal ، 2008 ؛ Said ، 1980 ) كانت دولة إسرائيل ولا تزال مدركة لأهمية الحيز كأداة أساسية في الوعي الذاتي . ( 1983 Kimmerling ، 1991 ؛ Merry ، 2001 ؛ Hardt ، 1998 ؛ Casey ،) لقد وظفت الحركة الصهيونية ، منذ بدايتها ، جهدا كبيرا في إعادة تأطير الحيز المكاني ورسم حدوده ، وفي طمس الذاكرة التاريخية الفلسطينية واستبدالها بسرديات يهودية Schweid ،) . ( 1979 إعادة رسم خرائط الحيز كمشروع صهيوني أساس ، وصفه بشكل رائع ميرون بنبنستي ، الذي تقصى عملية اتخاذ القرارات التي أفضت إلى منح أسماء جديدة لمواقع وأماكن بهدف ترسيخ ما أسماه “ الخارطة اليهودية” . ( Benvenisti ، 2002 ) سياسة إطلاق التسميات الجديدة لم تكن جهدا من المؤسسة السياسية الرسمية فحسب . فقد ، ميزت ، أيضا مبادرات خاصة لمستوطنين يهود أرادوا بذلك تطهير المكان ومنح الشرعية لحلولهم في أنقاض القرى الفلسطينية المهدومة . أما الدراسة التي أجرتها نوغا كدمن ، مثلا ، فتظهر كيف أنه ليس الدولة وحدها ، بل الكيبوتسات اليسارية نسبيا ، أيضا ، نجحت في ترسيخ صورتها ” المتنورة ، ” وشاركت في عزل الحضور الفلسطيني في بيئتها ، من خلال سياسة هدم بيوت وأماكن العبادة ـ مساجد وكنائس ـ ومن خلال طمس الحضور العربي من كتب تاريخ المواقع التي قامت عليها الكيبوتسات ( كدمن ، . ( 2008 ركن أساس في بناء ذات عربية إسرائيلية لغرض استبدال الذات الفلسطينية الأصلية ، كان سيرورة الجتمعة من جديد ، وتم تحقيقه بواسطة عاملين أساسيين : التربية والتعليم ، والمعرفة

السابق:  |  التالي