|
|
صفحة: 18
سمتها هنيدة غانم “ حدودية” ” / بينية” وسماها أمل جمال “ الوعي المزدوج . ” أجهزة التدجين التابعة لدولة إسرائيل طبقت سياسة مكثفة للمراقبة بإشراف جهاز الأمن العام ـ “ شاباك” ـ الذي رصد بدقة كل نواحي حياة الفلسطينيين ، خصوصا ما اتصل بها بالتشغيل والانتظام السياسي وحرية التعبير ( كوهن ، . ( 2006 إحدى الغايات الأساسية لسياسة المراقبة هذه كان إنتاج تبعية مطلقة للمواطنين الفلسطينيين للدولة من خلال الإقصاء الجغرافي / المكاني والاقتصادي والثقافي . لهذا الغرض تم عزل الفلسطينيين عن أشقائهم وعن المشهد الثقافي العربي الممتد عبر حدود إسرائيل ، وأخضعوا لحكم عسكري ضمن هيمنة تامة لسلطات الدولة على كل نواحي الحياة العربية . أحد آثار مكانتهم كأقلية خاضعة لسلطة حكم عسكري ، قائم إلى اليوم ، ويتجسد في المراقبة السياسية الشديدة على جهاز التعليم والإعلام الرسمي باللغة العربية . ( Jamal ، 2009 ) كما ذكرنا ، إن أحد الأبعاد المركزية في جهاز السيطرة على الحياة الثقافية للمواطنين الفلسطينيين كانت محاولة قطعهم عن ماضيهم وحيزهم الجيو ـ سياسي الطبيعي . ولتحقيق هذا الغرض اعتمدت إسرائيل سياسة معروفة لنا من الثقافة الكولونيالية لامبراطوريات عالمية ، بما في ذلك اعتماد سياسة صارمة مؤداها إعطاء تسميات جديدة للمواقع والأمكنة . ( Day ، 2008 ) بهذا لم تشأ الدولة أن تقطع الاتصال المادي . 11 أنظر غانم : دور ومكانة المثقفين الفلسطينيين في إسرائيل ، و- Jamal ، The Arab Public Sphere in Israel .
|
مركز اعلام
|
|